بيروت، تل أبيب (الاتحاد، وكالات)
توالت التحذيرات العربية والأممية من مغبة التصعيد العسكري على طرفي الحدود اللبنانية الإسرائيلية عقب هجمات متبادلة واسعة، وصفت بأنها الأعنف منذ 8 أكتوبر الماضي، وسط دعوات للتهدئة وعدم جر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن جيش بلاده نفذ «ضربة استباقية» قوية ضد «حزب الله»، متوعداً بأنها «ليست نهاية القصة».
وقال نتنياهو في كلمة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب وفق بيان لمكتبه: «دمر الجيش الإسرائيلي آلاف الصواريخ قصيرة المدى».
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي إسرائيلي من سلاح البحرية، خلال المواجهات في شمال إسرائيل.
إلى ذلك، كشف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، عن إجرائه سلسلة اتصالات إقليمية ودولية مع «أصدقاء لبنان»، لوقف التصعيد جنوب البلاد.
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعاً وزارياً طارئاً في بيروت لمتابعة التطورات الميدانية الأخيرة في الجنوب.
وبحسب بيان لرئاسة الحكومة اللبنانية: «بحث المجتمعون الوضع في الجنوب والخدمات الطارئة على الصعد الصحية والإيوائية والتموينية والغذائية والمحروقات وجهوزية خلايا الطوارئ في المناطق».
ونقل البيان عن رئيس الحكومة تأكيده أنه «يجري سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد».
وفي سياق ردود الفعل الدولية والعربية والأممية للتصعيد العسكري، دعت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» جميع الأطراف إلى إيقاف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من التصعيد.
وقالت «اليونيفيل» في بيان مشترك، أمس، مع مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، إن العودة إلى وقف الأعمال العدائية يليه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي يعد السبيل الوحيد المستدام للمضي قدماً.
وأضاف البيان أن قوات «اليونيفيل» والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيواصلان إجراء الاتصالات لحث الجميع بقوة على خفض التصعيد في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق.
عربياً، حذرت وزارة الخارجية الأردنية، أمس، من التصعيد المتزايد في جنوب لبنان وتداعياته الخطيرة، التي قد تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية تهدد أمنها
واستقرارها، خصوصاً في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة، أهمية دعم لبنان وأمنه واستقراره وسلامة شعبه ومؤسساته، مشدداً على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 للحيلولة دون المزيد من التصعيد، وتكاتف كل الجهود لخفض التصعيد وحماية المنطقة من خطر الانزلاق نحو حرب إقليمية، بحسب وكالة الأنباء الأردنية.
ونبه إلى أن «استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والفشل في التوصل إلى اتفاق تبادل يفضي إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، يضع المنطقة كلها في مواجهة خطر توسع الصراع إقليمياً». وشدد الناطق الأردني، على ضرورة إطلاق حراك دولي فاعل يفرض وقف العدوان على غزة بشكل فوري، وينهي الكارثة الإنسانية التي يتسبب بها، بما يضمن حماية الشعب الفلسطيني، وحماية الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
بدورها، حذرت مصر أمس، من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، مشددة على أهمية الحفاظ على استقرار البلاد وسيادته وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن مصر تتابع بقلق التصعيد الجاري على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية، داعية إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، والعمل على إقرار التهدئة واحتواء التصعيد.
وأضافت أن «التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب لبنان تعد مؤشراً واضحاً على ما سبق أن حذرت منه مصر من مخاطر التصعيد غير المسؤول في المنطقة على خلفية تطورات أزمة قطاع غزة».
وشددت مصر على حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة لتجنيب الإقليم المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين.
دولياً، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إلى تجنب تصعيد أكبر في الشرق الأوسط «بكل الوسائل».