أحمد عاطف (واشنطن، القاهرة)
اعتمد الحزب الديمقراطي رسمياً نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مرشحة له لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل ضد المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
جاء ذلك خلال الجزء الثالث والأخير من اليوم الثاني للمؤتمر الوطني الديمقراطي المنعقد في مدينة شيكاغو والذي يختتم اليوم الخميس.
وقال الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في كلمة خلال المؤتمر: «أشعر بالأمل لأن لدينا فرصة لانتخاب شخص أمضى حياته بأكملها في محاولة إعطاء الناس الفرص نفسها التي منحتها لها الولايات المتحدة، شخص يراك ويسمعك وسيستيقظ كل يوم ويقاتل من أجلك كرئيس للولايات المتحدة الأميركية القادم».
إلى ذلك، شدد خبراء ومحللون سياسيون على أن تفكير وتعامل المرشحين للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب وكامالا هاريس، تجاه ملفات الشرق الأوسط، خاصة القضايا الطارئة والملحة، قد يؤثر على خطوات كل منهما نحو البيت الأبيض، وأنهما قد يتفقان على ضرورة إنهاء التصعيد في غزة، ولكنهما يختلفان في أساليب تحقيق هذا الهدف.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، نبيل ميخائيل، أن المرشحين يفكران في أساليب مختلفة للتعامل مع التصعيد في غزة، على رأسها الإفراج الفوري عن الرهائن لدى الفصائل الفلسطينية، حيث يسعى ترامب إلى استخدام قضية الرهائن كوسيلة لتحقيق وقف دائم وفوري لإطلاق النار، بهدف التركيز على قضايا أخرى يراها أكثر إلحاحاً.
وقال ميخائيل في تصريح لـ«الاتحاد» إن الحديث حول طبيعة التعاون المستقبلي بين إدارة ترامب ودول المنطقة، ومحاولاته تحسين العلاقات مع روسيا وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الأزمات في الشرق الأوسط، قد يساعد في حل بعض الأزمات.
الخطوط العريضة للسياسة الأميركية
أشار الباحث في الشؤون الأميركية، سام منسي، إلى أن الخطوط العريضة للسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط تظل ثابتة إلى حد كبير في بعض القضايا الرئيسة، مثل أمن وحماية بعض المصالح في المنطقة.
وقال منسي في تصريح لـ«الاتحاد» إن ما يميز بين شخصيتي ترامب وهاريس هو عقيدة الحزبين، فترامب يحاول العودة إلى جذور الحزب الجمهوري ذات السياسات المحافظة والحمائية التي تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، وإن كان الحزب اليوم يختلف كثيراً عن حزب رونالد ريغان، خاصة وأن كاملا هاريس تمثل الجيل الشاب في الحزب الديمقراطي وتعتبر امتداداً للسياسة التقليدية للحزب، مع التأثير الكبير لليسار الليبرالي ودور الشباب في السنوات الأخيرة. وتوقع الخبراء في تصريحاتهم لـ«الاتحاد» أن تواصل هاريس سياسة بايدن التي تسعى إلى وقف الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وعدم المساس بحدود القطاع، وإعطاء دور للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، والدخول في مسار لحل الدولتين. أما بالنسبة لدونالد ترامب، فمن الصعب التنبؤ بمواقفه، هل سيعود للحديث عن «صفقة القرن»، أم يتبع نهجاً آخر من دون تقديم تنازلات للفلسطينيين.