عبدالله أبوضيف (واشنطن)
تراهن نائبة الرئيس كامالا هاريس على أن الولايات المتحدة باتت مستعدة لانتخاب امرأة سوداء رئيسة لها، فيما تتقدم على المرشح الجمهوري دونالد ترامب بين الناخبين المحتملين في ست من الولايات المتأرجحة السبع، حسب ما أظهر استطلاع جديد للرأي.
وتتحضر هاريس لتسميتها رسمياً مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية خلال مؤتمره في شيكاغو الأسبوع المقبل.
وقالت هاريس «59 عاماً» عندما ترشحت في الانتخابات التمهيدية للحزب سنة 2019 ضد جو بايدن «طوال مسيرتي المهنية، سمعت الناس يقولون عندما أترشح، إن الناس ليسوا مستعدين، لم يحن وقتك، لم يسبق لأحد مثلك أن فعل ذلك»، مضيفة «لم أعِر ذلك أهمية، وأقترح ألا يستمع أحد لهذا النوع من المحادثات».
في غضون ذلك، أظهر استطلاع جديد للرأي أن كامالا هاريس تتقدم على المرشح الجمهوري دونالد ترامب بين الناخبين المحتملين في ست من الولايات المتأرجحة السبع، التي تم استطلاعها وهي أريزونا وجورجيا وميشيجان ونورث كارولينا وبنسلفانيا، وويسكونسن.
وتعكس هذه النتائج الزخم السريع الذي اكتسبته هاريس وحليفها المرشح لمنصب نائب الرئيس، في ظل جهود متواصلة يبذلها ترامب وحلفاؤه للرد على هذا التقدم.
وفي تجمع بولاية كارولاينا الشمالية، التي فاز بها ترامب بفارق نقطة مئوية في العام 2020، قال إن الديمقراطيين كانوا «صحيحين سياسياً» في دعمهم السريع لهاريس، وسعى في تجمع آخر بولاية ميشيغان إلى تحميل هاريس مسؤولية ارتفاع الأسعار رغم الأرقام الجديدة التي أظهرت انخفاض التضخم إلى 2.9%، وهي أدنى زيادة سنوية منذ العام 2021.
وفي تعليق على الاستطلاع، قالت المحللة السياسية، عضو الحزب الجمهوري مرح البقاعي، إنه من المبكر جداً الحسم في اتجاه استطلاعات الرأي ولصالح أي من المرشحين الجمهوري أو الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، ولا يمكننا الجزم بنتائج نهائية في هذه المرحلة.
وأضافت البقاعي أنه على الجانب الآخر، هناك من ينفي دقة هذه الاستطلاعات في المعسكر الجمهوري ويعتبر أنه من السابق لأوانه الاعتماد على أي استنتاجات ليست نهائية، وشكلت حملة ترامب مجموعة من المتطوعين تُعرف باسم «ترامب 24/7»، تعمل على دعم الرئيس السابق وتوعية الناخبين بأهمية التصويت له، بالإضافة إلى وجود دائرة خاصة لمراقبة استطلاعات الرأي.
ورغم أن ترامب يركز حملته بشكل كبير على الاقتصاد، ويذكر نجاحاته السابقة في دفع عجلة الاقتصاد الأميركي، فإن هاريس تواجه انتقادات لعدم امتلاكها سجلاً مماثلاً في هذا المجال، ومع ذلك، تُعزى صعوبة وضع الاقتصاد جزئياً إلى السنوات الأربع التي قضتها هاريس في إدارة بايدن، حيث كان الاقتصاد في حالة تراجع.
ومن جانب آخر، أعرب عضو الحزب الديمقراطي مهدي عفيفي عن تفاؤله بالنتائج الأولية، وأن «تقدم هاريس في الولايات المتأرجحة يعكس تزايد الثقة في قدرتها على قيادة البلاد، خصوصاً في وقت تعاني فيه أميركا تداعيات السياسات الاقتصادية لإدارة ترامب السابقة».
وأضاف أن هاريس تقدم رؤية جديدة للاقتصاد الأميركي، تركز على العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وهي الرؤية التي بدأت تلقى قبولاً واسعاً بين الناخبين.