عدن (الاتحاد)
كشف مركز حقوقي عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف مدني في مدينة تعز اليمنية، بسبب هجمات الحوثيين خلال 9 سنوات من حصارهم للمدينة، إضافة إلى أكثر من 7 آلاف مصاب، متهماً الجماعة بارتكاب انتهاكات متنوعة من بينها القنص والقصف وزراعة الألغام ومنع وصول الغذاء.
وقال المركز الأميركي للعدالة، في تقرير جديد تحت عنوان: «حصار تعز.. مأساة إنسانية»، إنه وثق مقتل وإصابة أكثر من 10 آلاف مدني نتيجة الانتهاكات المتنوعة التي مارستها جماعة الحوثي ضد سكان المحافظة ومدينتها المحاصرة من قبل الجماعة، وذلك خلال الفترة من مارس 2015 وحتى ديسمبر 2023.
وأضاف التقرير أن أكثر من 3 آلاف مدني لقوا حتفهم، فيما أُصيب أكثر من 7 آلاف آخرون بفعل انتهاكات جماعة الحوثي ضد المدنيين وقراهم ومساكنهم، والمتمثلة بالقنص والقصف وزراعة الألغام والحوادث المرورية في الطرق البديلة نتيجة إغلاق الجماعة المنافذ الرئيسة من وإلى المدينة.
وأوضح المركز أن أغلب الضحايا سقطوا بسبب استهداف الحوثي القرى والأحياء السكنية الواقعة على خطوط التماس بالقصف الكثيف مستخدمة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما تسبب بسقوط أكثر من 6 آلاف ضحية، بواقع 1.778 قتيلاً، بالإضافة إلى 4.427 جريحاً.
وأشار التقرير إلى أن عمليات القنص التي نفذها الحوثيون خلال الفترة المشمولة بالتقرير، أوقعت 1.979 ضحية، بينهم 824 قتيلاً، وإصابة 1.155 آخرين.
كما تسببت زراعة الألغام بسقوط أكثر من ألف ضحية من المدنيين، من بينهم 419 قتيلاً، فيما شهدت المحافظة وبسبب إغلاق المنافذ الرئيسية من وإلى مركزها مدينة تعز،561 حادثاً مرورياً في الطرق البديلة، أوقعت أكثر من 1200 ضحية، بينهم 434 وفاة، و807 إصابات، بالإضافة إلى تضرر أكثر من 20 ألفاً من طلاب الجامعات والمعاهد الفنية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية والأدوية بنسبة 500%، وأجور النقل للأشخاص والسلع بنسبة 1000%.
كما أفاد المركز الحقوقي أنه وثق اعتقال جماعة الحوثيين 477 شخصاً، و79 حالة إخفاء بشكل قسري، و59 حالة تعذيب، كما رصد فريقه الميداني عرقلة الجماعة قوافل الإغاثة الإنسانية في 31 واقعة، حيث قامت الجماعة بمصادرة 22 شاحنة من الإمدادات الغذائية والطبية لسكان المدينة، وخصصتها للمجهود الحربي.
وأكد التقرير أن الحصار أدى إلى نزوح أكثر من 44 ألف أسرة في 17 مديرية من مديريات المحافظة، بالإضافة إلى قيام الحوثي بتهجير 22 قرية في مديريات التعزية وجبل حبشي ومقبنة وصبر الموادم، ووثق في العام الأول من الحصار، وفاة 26 مدنياً نتيجة انعدام مادة الأكسجين من المستشفيات، منهم 9 أطفال و7 نساء.
رفع الحصار
دعا المركز الأميركي للعدالة، المجتمع الدولي لعدم ربط ملف حصار تعز بالملف السياسي والعسكري في المفاوضات، والتعامل معه كقضية إنسانية بحاجة لتدخل عاجل، وكرر مطالباته لجماعة الحوثي برفع كامل للحصار وفتح الطرقات الرئيسية من الجهات الشرقية والغربية والشمالية، والسماح بدخول السلع والمساعدات الإنسانية، والمرور الآمن للمسافرين من وإلى المدينة.