عدن (الاتحاد)
أكد خبراء ومحللون معنيون بالشأن اليمني، أن التصعيد الراهن في البحر الأحمر وتفاقم التهديدات التي تواجه حركة الملاحة هناك، جراء الاعتداءات التي تنفذها جماعة «الحوثي»، يزيدان أهمية تكثيف المجتمع الدولي جهودَه الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية لأزمة اليمن المتواصلة منذ حوالي عشر سنوات.
وشدد الخبراء على أن الوقت لم يفت بعد، لبلورة حل دبلوماسي للصراع الذي زج بملايين اليمنيين في أتون معاناة إنسانية متعددة الجوانب، تُصنّفها الأمم المتحدة على أنها ضِمن الأسوأ من نوعها في العالم، خاصة وأنها جعلت أكثر من 18 مليون يمني، من أصل قرابة 34 مليوناً، يعتمدون على المساعدات الإغاثية الخارجية. فاستيلاء «الحوثي» بالقوة على مقار السلطة في صنعاء، قبل حوالي عشر سنوات من الآن، وضعَ ملايين اليمنيين في مناطق مختلفة من البلاد في أوضاع معيشية قاسية للغاية، فضلا عن تدمير جانب كبير من البنية التحتية لليمن.
واعتبر الخبراء أن من شأن مواصلة جماعة «الحوثي» هجماتها التي تستهدف سفن الشحن في منطقة البحر الأحمر، وتوسيعها في الآونة الأخيرة نطاق اعتداءاتها شمالا، بمثابة إشعالَ شرارة «دوامة تصعيد واسعة النطاق»، لا ترغب في استمرارها غالبية الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بمحاولة احتواء موجة الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط. فاستهداف حركة الملاحة الدولية في هذا الممر المائي الاستراتيجي، الذي تمر عبره نسبة معتبرة من التبادلات التجارية بين شرق الكرة الأرضية وغربها، يُسبب خسائر اقتصادية فادحة لكثير من الدول.
كما أن استمرار الاعتداءات الحوثية، بوتيرتها الحالية، من شأنه، وفقاً للخبراء والمحللين، أن يزيد إمكانية اشتعال جبهات أخرى، وما يترتب على ذلك من تعقيدات ومخاطر.
ودعا المحللون، إلى إفساح المجال بشكل أكبر أمام الخيارات الدبلوماسية، للتعامل مع الصراع المتواصل في اليمن، مؤكدين أن وضع حد للاضطرابات في البحر الأحمر أصبح يمثل حافزاً إضافياً لإيجاد تسوية للأزمة اليمنية، على ضوء أن للقوى الكبرى مصلحة واضحة في إبقاء الممرات البحرية مفتوحة وآمنة.
لكن المحللين أنفسهم يستبعدون، في تصريحات نشرتها مجلة «أميركان كونسيرفاتيف» الأميركية على موقعها الإلكتروني، أن يتم التوصل إلى مثل هذه التسوية، طالما استمرت الحرب في غزة، نظراً لما تشيعه المعارك الدائرة هناك، من أجواء توتر واستنفار تعم الشرق الأوسط بأسره، وكذلك في ظل الجهود المحمومة التي تبذلها جماعة «الحوثي» لتسخين الأجواء في المنطقة وتعقيد أوضاعها الاقتصادية وتصعيب الأحوال المعيشية لمجتمعاتها.