عبدالله أبوضيف (رفح)
أوضحت سارة ديفيز، المتحدث الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، أنه لم يعد يشعر أي مدني بالأمان في غزة حالياً، حيث تعرض الآلاف للتشريد وتفرقت عائلات بأكملها نتيجة التصعيد العسكري. وأضافت ديفيز، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الجميع يعانون من عمليات النزوح المستمر سواء كانوا أشخاصاً يعانون من إصابات أو إعاقات أو مسنين حيث تكرر ذلك مرات عديدة خلال الأشهر الماضية، فقط يجمعون ما يمكنهم ويحملونه ويهربون.
وأشارت إلى أنه في كل مرة يُجبر الناس على الانتقال ويتعين عليهم العثور على مناطق آمنة لنصب الخيام، وإيجاد مصادر مياه جديدة وأماكن جديدة لشراء الطعام، مضيفة أن مستوى الإرهاق الجسدي رهيب، والناس لا يملكون خياراً آخر.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر إن الناس في غزة يكافحون للحصول على الاحتياجات الرئيسية مثل الطعام والمياه الآمنة والمأوى المناسب والرعاية الطبية، حيث تعمل فرق الصليب الأحمر على تقديم الدعم الطبي في مستشفى الصليب الأحمر الميداني بجانب 12 جمعية وطنية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني للاستجابة للاحتياجات العاجلة للمجتمع. وأضافت أنه في كل مرة يتم فيها تشريد الناس يخاطرون بالانفصال عن أفراد عائلاتهم بينما تسود الأجواء حالة من الفوضى والذعر ما يصعب معه عمل المنظمات الدولية والإغاثية ومن ضمنها الصليب الأحمر.
وفي سياق متصل، دعت منظمات إنسانية وإغاثية المجتمع الدولي للضغط لوقف التصعيد العسكري الحادث في غزة، إذ يعاني السكان من موجات نزوح موسعة ومتكررة خلال 300 يوم.
وحسب وكالة الأمم المتحدث لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فإن 9 من كل 10 فلسطينيين نزحوا قسراً في غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت «الأونروا»: «إن العائلات النازحة تبحث عن مأوى أينما تستطيع سواء في المدارس المكتظة أو المباني المدمرة أو الخيام المتواضعة على الرمال أو وسط أكوام القمامة». وتلقى قادة 3 دول عالمية «كندا، ونيوزلندا، وأستراليا» بيانات المنظمات الأممية، مطالبين بضرورة وقف التصعيد العسكري والوصول لاتفاق هدنة شامل يقضي بإنهاء معاناة المدنيين في قطاع غزة خلال الفترة المقبلة ويضمن عودة الرهائن.
وفي غضون ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، أنه اضطر لتقليص الحصص للأسر في غزة لضمان تغطية أوسع للنازحين الجدد. وأضاف في منشور على منصة إكس «مخزونات الغذاء والإمدادات الإنسانية في وسط وجنوب غزة محدودة للغاية ولا تدخل أي إمدادات تجارية تقريباً».
إلى ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أمس، إن المنظمة سترسل أكثر من مليون جرعة من لقاح ضد شلل الأطفال لغزة وسيتم توزيعها خلال الأسابيع المقبلة لمنع إصابة الأطفال بالعدوى بعد رصد الفيروس في عينات من مياه الصرف الصحي بالقطاع.