لاباز (وكالات) 

أوقفت الشرطة البوليفية أمس الأول قائد الجيش الجنرال خوان خوسيه زونيغا بعدما أقاله الرئيس لويس آرسي إثر تنفيذه محاولة انقلاب فاشلة بقيادته قوة عسكرية حاولت اقتحام القصر الرئاسي، في تحرّك لقي إدانات إقليمية ودولية واسعة.
وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي عناصر من الشرطة وهم يلقون القبض على الجنرال زونيغا بينما كان يتحدث إلى صحافيين أمام ثكنة عسكرية في العاصمة ويجبرونه على ركوب سيارة للشرطة في حين كان وزير الداخلية جوني أغيليرا يخاطبه قائلاً «أنت رهن التوقيف أيها الجنرال».
واقتيد الجنرال المُقال إلى مركز الشرطة التابع للقوة الخاصة بمكافحة الجريمة.
وانسحب المتمردون من أمام القصر الرئاسي، وما أن غادروا المكان، حتى خرج الرئيس إلى شرفة القصر لتحية أنصاره الذين تجمّعوا بالمئات في الساحة.
وقال آرسي «لا يمكن لأحد أن يسلبنا الديموقراطية التي فزنا بها».
صرح وزير الداخلية البوليفي إدواردو ديل كاستيلو للتلفزيون المحلي أمس بأن نحو 12 ضابطا بالجيش تم القبض عليهم عقب محاولة الانقلاب أول أمس الأربعاء، مضيفا أنهم يواجهون اتهامات قد تؤدي إلى أحكام بالسجن تتراوح مدتها بين 15 و30 عاما.
وخلال الانقلاب الفاشل الذي استمر لساعات، تجمعت وحدات عسكرية بقيادة الجنرال خوان خوسيه سونيجا الذي تم إقصاؤه في الآونة الأخيرة من قيادة الجيش في ساحة بلازا موريلو المركزية حيث يوجد القصر الرئاسي والبرلمان.
وانتقد الرئيس لويس آرثيه محاولة الانقلاب وسرعان ما أعلن تعيين قائد جديد للجيش.
وقال رئيس الدولة في خطاب متلفز «ينبغى احترام الديموقراطية».
وردّاً على تحرّك القوات العسكرية من دون إذنه، قال الرئيس آرسي في رسالة مصورة إلى الأمة وقد وقف إلى جانبه وزراؤه «نحن بحاجة إلى الشعب البوليفي لتنظيم نفسه والتعبئة ضد الانقلاب، لصالح الديموقراطية».
وأضاف أنّ «الجنود والدبّابات منتشرون في ساحة موريللو»، داعيا «إلى تعبئة وطنية للدفاع عن الديموقراطية».
وسرعان ما أقال الرئيس قائد الجيش وعيّن قيادة عسكرية جديدة أدّت اليمين الدستورية أمامه في القصر الرئاسي، وفقًا لمشاهد بثّت مباشرة التلفزيون الوطني.
ومن مدريد، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى «احترام» الديموقراطية وحكم القانون في بوليفيا.
وكتب سانشيز على منصّة إكس «تدين إسبانيا بشدة التحركات العسكرية في بوليفيا. نرسل دعمنا وتضامننا إلى الحكومة البوليفية وشعبها وندعو إلى احترام الديموقراطية وحكم القانون».
وفي واشنطن، قال متحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إنّ «الولايات المتحدة تتابع الوضع في بوليفيا من كثب وتدعو إلى الهدوء».
ودعا قادة كلّ من تشيلي والإكوادور والبيرو والمكسيك وكولومبيا إلى احترام الديموقراطية في بوليفيا.
وكتب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على موقع إكس «أنا محبّ للديموقراطية وآمل أن تسود في جميع أنحاء أميركا اللاتينية».
وفي فنزويلا المجاورة، أدان الرئيس نيكولاس مادورو محاولة «الانقلاب في بوليفيا» التي دبرها «اليمين المتطرف مع خائن عسكري».
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقال إنّه «يشعر بقلق عميق» إزاء تطورات الوضع في بوليفيا.