مكة المكرمة (الاتحاد)
يواصل حجاج بيت الله الحرام، اليوم الثلاثاء، رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق، وقد أنهوا أمس، رمي الجمرات الثلاث، ويبيت الحاج ليالي التشريق في منى، ويجوز للمتعجل أن يغادر يوم 12 من ذي الحجة، قبل غروب الشمس.
ويقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسياً واتباعاً للرسول الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، وتم تخصيص مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات لضمان انسيابية حركة الحجيج.
وفي اليوم الثالث من أيام التشريق الذي يصادف غداً الأربعاء، يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث، كما فعل في اليومين السابقين، ثم يغادر منى إلى مكة، ويطوف حول البيت العتيق للوداع.
وكان حجاج بيت الله الحرام، قد استقروا أمس، في مشعر منى في أول أيام التشريق الثلاث، والمعروف بـ«يوم القر»، وسُمي بذلك لأن الحاج يقرّ ويستقر في منى، ليقوم برمي الجمرات بدءاً من الجمرة الصغرى فالوسطى ثم الكبرى.
وأعلنت وزارة الحج والعمرة في السعودية، استمرار توافد الحجيج وتسهيل وصولهم إلى منشأة الجمرات حيث استخدم 70% من الحجاج الطابقين الأول والرابع، فيما توزع البقية بين الطابق الأرضي والثاني والثالث.
وأشارت وزارة الحج إلى أن ما يقارب 850 ألف حاج أدوا طواف الإفاضة حتى الآن، وذلك منذ منتصف ليل أمس، باستخدام حافلات الرحلات الترددية من وإلى المسجد الحرام عبر 11 محطة في مشعر منى، مؤكدةً تواصل الرحلات لنقل ما يقارب 1.35 مليون حاج. وأفادت الوزارة بأنه تم تنظيم العمليات الخاصة بالهدي والأضاحي وفقاً لأعلى المعايير البيئية، باستخدام نظام حديث ومتطور لإدارة المخلفات الحيوانية، وذلك ضمن مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، بطاقة استيعابية تصل إلى أكثر من مليون أضحية وهدي.
من جهتها، كثفت أمانة العاصمة المقدسة أعمالها وخدماتها في مشعر منى خلال أيام التشريق، حيث عمدت الأمانة إلى زيادة عدد الفرق الميدانية لكل مركز من مراكزها المنتشرة في المشاعر المقدسة البالغ عددها 28 مركز خدمات.
وركزّت الأمانة على أعمالها في منشأة الجمرات والمناطق المحيطة بها خلال أيام التشريق، لوجود أكثر كثافة بشرية من الحجاج في تلك المنطقة، وذلك بزيادة عدد الفرق الميدانية خاصة فيما يتعلق بالنظافة والمراقبة البيئية وإزالة النفايات بشكل مباشر وأولا بأول.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة السعودية، أن أكثر من 126 ألف حاج استفادوا من الخدمات الصحية المتنوعة، حتى أول يوم عيد الأضحى.
وأشارت الوزارة إلى أن الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن تنوعت بين عيادات طبية وتخصصية، وصيدليات، ومراكز غسيل الكلى، وغرف العناية المركزة، ووحدات العزل، كما تم إجراء 21 عملية قلب مفتوح، و236 قسطرة قلبية، و939 عملية غسيل كلوي، بالإضافة إلى دخول 3058 من الحجاج إلى المستشفيات والمراكز الطبية لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.
ولفتت الصحة إلى أن نحو 5500 من المتطوعين الصحيين يتابعون تقديم الرعاية الصحية الشاملة لضيوف الرحمن طوال فترة الحج، من خلال الفرق الطبية المتخصصة في المستشفيات والمراكز الصحية بمكة المكرمة، حيث تقدم خدمات طبية متكاملة في مناطق مختلفة بمشعر منى وجسر الجمرات.
وأكدت الوزارة أن الحالة الصحية والوبائية للحجاج مطمئنة ولم تسجل بينهم أي أمراض مؤثرة على الصحة العامة، مبينةً أن حالة الإجهاد الحراري وضربات الشمس بلغت 2764 حالة نتيجة لارتفاع درجات الحرارة في المشاعر المقدسة والتعرض للشمس وقت شدتها من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة 4 مساءً وعدم الالتزام بالمظلة أو الإكثار من شرب الماء بانتظام.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اكتمال عمليات نقل الحجاج في رحلة المشاعر المقدسة بنجاح، حيث عاد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى لاستكمال مناسك الحج، مؤكدةً مواصلة قوات الأمن تنفيذ مهامها للمحافظة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن خلال إقامتهم في منى وأداء نسكهم بالمسجد الحرام ومنشأة الجمرات.
ودعت الوزارة الحجاج إلى الاستمرار في التقيد بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم لأداء النسك خلال أيام التشريق، والتي تشمل رمي الجمرات والسعي والطواف بالبيت الحرام، من خلال الالتزام بتنظيم التفويج واتباع الاتجاهات المحددة للسير على الطرق التي تؤدي إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام عند الذهاب والعودة، وعدم حمل الأمتعة.
كما أشارت وزارة النقل والخدمات اللوجستية، إلى أن الخطط التشغيلية لقطار المشاعر تسير وفق ما هو مخطط له، حيث استمر لليوم الرابع في تشغيله بتقديم خدمة نقل ميسرة لحجاج بيت الله الحرام في عرفة ومزدلفة ومنى، واستفاد من هذه المرحلة حتى الآن أكثر من 100 ألف راكب، وتستمر هذه الحركة حتى غروب شمس يوم 13 ذي الحجة. وفي القطاع الجوي، أعلنت الوزارة بدء المرحلة الثانية من الخطة التشغيلية للحج لمغادرة ضيوف الرحمن عبر 6 مطارات مخصصة داخلية ودولية، وذلك بعد نجاح المرحلة الأولى من الخطة، بالإضافة إلى التوسع في مبادرة حج بلا حقيبة، والتي توفر خدمات استلام الحقائب مسبقاً قبل موعد السفر بوقت مناسب، ليتفرغ الحاج لأداء مناسك الحج، مشيرة إلى أن هذه المبادرة خدمت حوالي 700 ألف حاج.
وشددت وزارة النقل على تضافر جهود منظومة خدمة الحجاج، مما حقق نجاح إفاضتهم من عرفات إلى مزدلفة، ثم الانتقال إلى منى لرمي الجمرة الكبرى خلال 10 ساعات بكل يسر وطمأنينة.