موسكو، بورغنستوك (الاتحاد، وكالات)

أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يستبعد إجراء محادثات مع أوكرانيا بضمانات، فيما شددت «قمة سويسرا» على ضرورة إشراك جميع الأطراف في حوار من أجل السلام في أوكرانيا. ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس، قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يستبعد إجراء محادثات مع أوكرانيا لكن ستكون هناك حاجة إلى ضمانات من أجل مصداقية أي مفاوضات.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين: «على زيلنسكي أن يفكر في مقترح الرئيس بوتين للسلام لأن الوضع العسكري يزداد سوءاً بالنسبة لكييف».
ووصف المتحدث باسم الكرملين زيلنسكي، بأنه «ليس شخصاً يمكن إبرام أي اتفاقية معه».
جاء ذلك فيما قال البيان الختامي للقمة المنعقدة في سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا، أمس، إن الحرب في أوكرانيا تسبب معاناة إنسانية ودماراً على نطاق واسع، لكن الطريق إلى السلام يحتاج إلى مشاركة جميع الأطراف.
ودعت أول قمة دولية حول السلام في أوكرانيا، والتي عقدت في غياب روسيا، إلى إشراك جميع أطراف النزاع بهدف وقف العمليات الحربية، بحسب البيان الختامي.
وجاء في البيان، أن «الحرب المستمرة في أوكرانيا لا تزال تسبب معاناة إنسانية ودماراً على نطاق واسع وتخلق مخاطر وأزمات ذات تداعيات عالمية».
وأيدت غالبية المشاركين الدعوة إلى تبادل الجنود الأسرى لدى الجانبين.
وجاء في البيان الختامي «نعتقد أن التوصل إلى السلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف وحواراً بينها». وأضاف «نؤكد مجدداً التزامنا مبادئ السيادة والاستقلال ووحدة أراضي كل الدول بما فيها أوكرانيا، ضمن حدودها المعترف بها دولياً».
لكن الكرملين اعتبر، أمس، أن أوكرانيا يجب أن تفكر في اقتراح السلام الذي طرحه الرئيس بوتين مؤخراً، لأن وضع قواتها على الجبهة «يزداد سوءاً».
وأعلنت روسيا، أمس، السيطرة على قرية جديدة في جنوب أوكرانيا، في إطار مواصلة تقدمها البطيء على الجبهة.
وقال الرئيس الأوكراني، إن «دعم الزعماء الغربيين وغيرهم، أظهر إمكانية استعادة سيادة القانون الدولي»، مضيفاً «آمل أن نتمكن من تحقيق نتائج في أقرب وقت ممكن، سنثبت للجميع في العالم أن ميثاق الأمم المتحدة يمكن أن يستعيد فعاليته الكاملة».
وأضاف زيلينسكي في معرض كلمته: «يجب أن تنتهي الحرب ويتحقق السلام»، مضيفاً أن «جميع الدول المشاركة في المؤتمر تدعم وحدة أراضي أوكرانيا».
وأشاد الرئيس الأوكراني بالمشاركة الواسعة في القمة ووصفها بأنها علامة على نجاحها وتوقع  أنها «ستصنع التاريخ». 
وشدد على أنه «عندما تصبح خطط العمل من أجل السلام جاهزة، سيكون الطريق مفتوحاً لقمة السلام الثانية».
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن «إبقاء الصراع على ما هو عليه الآن، ليس هو الحل، بل هو وصفة لنشوب حروب أخرى في المستقبل».
وأضافت فون دير لاين، أن «السلام في أوكرانيا لن يتحقق بخطوة واحدة، بل سيكون عبارة عن مسار».
وجاء في البيان الختامي لقمة سويسرا، أنه «ينبغي عدم استخدام الأمن الغذائي سلاحاً»، مضيفاً أن الوصول إلى الموانئ في البحر الأسود وبحر آزوف هو أمر حيوي للإمدادات الغذائية العالمية.
وتناولت المحادثات المتعلقة بالأمن الغذائي تراجع الإنتاج الزراعي والصادرات، والذي كان له تأثير مضاعف في جميع أنحاء العالم، إذ كانت أوكرانيا واحدة من سلال الخبز في العالم قبل الحرب.
وتركزت المحادثات أيضاً على المخاطر المستمرة التي تشكلها الألغام، والذخائر غير المنفجرة.
وقالت الدولة المضيفة سويسرا، إن «إيجاد حل سياسي في أوكرانيا يظل أمراً حاسماً لتحقيق استقرار أسعار المواد الغذائية في السوق العالمية».