مكة (الاتحاد)

يبدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم التوجهَ إلى مشعر منى في «يوم التروية»، وهو أول محطات مناسك الحج بعد الإحرام، حيث يستعد الحجاج لقضاء اليوم، الجمعة الموافق 8 ذي الحجة، في مشعر منى، اقتداءً بسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قبل أن ينطلقوا ليلاً نحو عرفة. 
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، على هيئة وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، وتحُده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
 وقد استعد مشعر منى بعدة إجراءات لاستقبال الحجاج، من بينها تشغيل قطار المشاعر المقدسة الذي انطلق فجر أمس في أولى رحلاته لموسم الحج لعام 1445هـ، بغية خدمة ضيوف الرحمن في تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة، عبر محطاته المنتشرة بهذه المشاعر. وهي 9 محطات موزعة في المشاعر المقدسة، ترتبط بخط حديدي مزدوج يبلغ طوله 18 كيلومتراً، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 72 ألف راكب بالساعة في الاتجاه الواحد، ويهيئ أكثر من 2000 رحلة؛ تعمل على تسهيل حركة تنقل ضيوف الرحمن من مواقعهم وإليها، فيما تبلغ سرعة القطار 80 كيلومتراً في الساعة ويستطيع قطع المسافة بين منى وعرفات خلال قرابة عشرين دقيقة، ويتكون أسطول قطار المشاعر المقدسة من 17 قطاراً، تبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد ثلاثة آلاف راكب، في حين أن سعة القطار المقعدية تبلغ 20% من مجموع ركابه، لتبلغ بذلك طاقة قطار المشاعر المقدسة الاستيعابية 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، ويسهم في نقل ما يزيد على 350 ألف حاج في حركته لنقل الحجاج بين مختلف المشاعر المقدسة وتم تصميم المحطات حسب عدد أبواب الدخول والخروج للقطار والبالغ عددها 60 باباً لكل جانب، حيث يُسهم قطار المشاعر المقدسة في نقل مئات الآلاف من الحجاج في كل حركة من حركاته المختلفة بين المشاعر.
وأكملت مختلفُ القطاعات جاهزيتَها استعداداً لاستقبال توافد ضيوف الرحمن مستشعرين مناسكهم بكل طمأنينة، حيث أعلنت وزارة الصحة السعودية عن تجهيز مستشفيات وعيادات وأقسام للإسعاف والطوارئ مزودة بأجهزة حديثة لاستقبال الحالات الطارئة وللتعامل مع جميع الحالات، بما في ذلك غرف عمليات مختلفة، إضافة إلى المختبرات المجهزة بأحدث التقنيات والكوادر البشرية المؤهلة لإجراء جميع التحاليل والفحوصات الطبية. كما أعلنت الوزارةُ استمرارَ حملتها التوعوية لضيوف الرحمن في مختلف أنحاء المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، بهدف نشر التوعية الصحية بين الحجاج، وتعريفهم بالإجراءات الوقائية الواجب اتباعها للحفاظ على صحتهم وسلامتهم خلال أدائهم مناسك الحج. وتضمنت الحملة نشر معلومات حول الوقاية من الإجهاد الحراري الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، ونصائح حول الصحة العامة، وأخرى حول التعامل مع الحالات الطارئة من خلال اللوحات التوعوية والإرشادية التي تتوزع في مختلف أنحاء المشاعر المقدسة، والمحاضرات المقدمة لبعثات الحج، وبث المواد الرقمية عبر الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي.
 وتأتي اللوحات التوعوية والإرشادية في إطار جهود الوزارة لضمان حصول الحجاج على أفضل رعاية خلال موسم الحج، حيث تتوفر اللوحات بلغات متعددة، فيما تواصل جهات القطاع الصحي جهودَها ومساعيها لينعم ضيوف الرحمن برعاية صحية ذات جودة تتوافق مع أفضل المعايير المتبعة. 
وحذرت الوزارةُ الحجاجَ من أخطار التعرض لحرارة الأسطح بالمشاعر المقدسة، والتي تصل إلى درجات مرتفعة، ونبهت الحجاج إلى أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، يُشكل خطراً كبيراً على صحتهم، مشيرةً إلى أن موسم الحج هذا العام 1445هـ يأتي بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة، ما يمثل واحدةً من أكبر الصعاب التي يواجهها الحجاج.
 ودعت الوزارة الحجاج إلى استخدام المظلات بشكل دائم لتجنب التعرض للشمس بشكل مباشر، وإلى شُرب المياه بكميات كافية على مدار اليوم، حتى ولو لم يشعروا بالعطش، وإلى الالتزام بكل التعليمات والنصائح الصحية، والابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس وعدم المشي على الأسطح أو لمسها خلال ساعات الذروة من الساعة الـ11 صباحاً إلى الساعة الـ3 مساءً. 
ومن جانبها، قامت الهيئة العامة للطرق بتنفيذ العديد من أعمال السلامة والصيانة، وذلك حرصاً على راحة ضيوف الرحمن وسلامتهم على شبكة طرق المملكة أثناء تنقلهم من المشاعر وإليها ابتداءً من المنافذ الحدودية، حيث تم مسح جميع الطرق المؤدية للمشاعر المقدسة من المنافذ الحدودية، من خلال أحدث التقنيات المستخدمة في أعمال المسح والتقييم وصيانة الطرق. وفحصت الهيئة العامة للطرق 1000 جسر من الجسور المؤدية للمشاعر المقدسة، وذلك بهدف التأكد من جاهزية جميع شبكات الطرق لخدمة ضيوف الرحمن، ورفع مستوى سلامتهم أثناء تنقلهم نحو المشاعر المقدسة، مع الارتقاء بتجربة مستخدمي الطرق.
 وجهزت وزارة النقل والخدمات اللوجستية مبادرةَ الإسفلت المطاطي المرن في ممرات المشاة بالمشاعر المقدسة لحج هذا العام على طول الطريق الموازي لطريق المشاة رقم 6 المؤدي إلى جبل الرحمة بمشعر عرفات، مما يسهم في خفض درجة الحرارة بحوالي 20% مقارنةً بباقي الطرق.