أحمد شعبان (القاهرة)

تبذل المملكة العربية السعودية جهوداً جبارة في سبيل خدمة الحرمين الشرفين وتسهر على راحة الحجاج والمعتمرين، وقد أدخلت تقنيات حديثة وأضافت تطبيقات جديدة خلال موسم حج 1445هـ، بغية خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أداء مناسكهم.
وأطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، برامج دعوية وإرشادية وتقنيات جديدة لتوعية الحجاج حول كيفية أداء مناسكهم، تتمثل في مكتبة إلكترونية تضم آلاف الكتب الدينية، وتشغيل الهاتف المجاني للرد على الاستفسارات طوال اليوم، وتركيب عدد من الشاشات الإلكترونية الضخمة في مساجد المشاعر المقدسة، لبث الرسائل التوعوية بلغات عالمية متعددة.
كما يتم بث ملايين الرسائل التوعوية النصية إلى الهواتف النقالة للحجاج.
وأعلنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية أنها ستطبق أكثر من 32 تجربة تقنية، منها 17 تقنية جديدة، أبرزها «التاكسي الطائر» لنقل الحجاج من مطار الملك عبدالعزيز في جدة إلى مكة المكرمة، بواسطة الطائرة الكهربائية «ليليوم» الصديقة للبيئة، و«الأسفلت المطاطي» لتعزيز راحة الحجاج وسلامتهم، و«الطرق المبردة»، وخدمة حج بلا حقيبة.
وتمت تهيئة 6 مطارات بالمملكة لاستقبال رحلات الحجاج، مع تخصيص 21 ألف كادر بشري لخدمتهم في هذه المطارات.
ومن التقنيات الجديدة في حج هذا العام «النظارة التفتيشية» التي تسهل تفتيش المركبات وسحب بياناتها خلال ثوان معدودة.
كما أعلن عن استكمال الاستعدادات اللوجستية لخدمة حج بلا حقيبة، التي تُعنى بنقل وشحن أمتعة الحجاج من مختلف مناطق المملكة إلى المشاعر المقدسة، والعكس لحجاج الداخل.
ووفرت المملكةُ فِرقاً لتنظيم سير عملية تدفق الحجاج إلى بيت الله الحرام وعرفات، وفق مواعيد محددة.  
وأعلنت الهيئةُ العامة للطرق عن استعدادها الكامل لاستقبال وتسهيل حركة ضيوف الرحمن القادمين عبر المنافذ البرية، وقامت الهيئة بأعمال صيانة شاملة للطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة.
وكشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن ضخ 750 ألف متر مكعب من المياه يومياً في مكة، وتنفيذ ⁠ 4100 فحص مخبري يومي لضمان جودة المياه المقدمة لضيوف الرحمن، وتوفير 20 محطة لرصد جودة الهواء في مكة المكرمة والمدينة المنورة على مدار اليوم. 
وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، باستضافة 1000 حاج من ذوي الشهداء والمصابين من أهالي قطاع غزة، لأداء مناسك الحج بشكل استثنائي، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.
وأشاد دبلوماسيون وعلماء من الأزهر الشريف بالجهود التي تبذلها المملكة في حج عام 1445هـ، والتي جعلت كلَّ مشاعر الحج تُؤدى بسهولة ويسر.
وثمّن مساعدُ وزير الخارجية المصري، السفير صلاح حليمة، جهودَ المملكة ومبادراتها القائمة على خدمة وراحة ضيوف الرحمن في موسم الحج، مؤكداً أن السعودية تطور هذه الخدمات وتحرص على أن يتم أداء هذه الفريضة بكل سهولة ويسر وراحة.
وقال السفير حليمة لـ«الاتحاد»، إن المملكة أنجزت خلال السنوات القليلة الماضية سلسلة من القفزات النوعية في تطوير وتوسعة الأماكن المقدسة، وخلق خدمات وتسهيلات يسّرت الحج وجعلت أداءه ميسوراً ومريحاً.

إجراءات صارمة
ومن جهته، أشاد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد محمود كريمة، بجهود المملكة في تنظيم حج هذا العام، مشيراً إلى أن المملكة وفّرت وسائلَ انتقال لأصحاب الهمم وكبار السن في الطواف والسعي، وأقامت فعاليات لتوعية الحاج وضمان سلامتهم.
وقال كريمة لـ«الاتحاد»، إن المملكة اهتمت بأمور الإعاشة وتوفير العلاج والخدمات الصحية لضيوف الرحمن، وهي تحرص على سلامة الحاج وتسهِّل الوصول إليه، وهو ما يؤدي إلى تنظيم الحج بصورة ناجحة. 

مبادرات جديدة
وبدوره، أشاد المتحدث الرسمي لجامعة الأزهر، الدكتور أحمد زارع، بالجهود التي تبذلها المملكة لخدمة الحجاج، مشدداً على أنها جهود تزداد عاماً بعد عام في ظل تدشين مبادرات جديدة.
وأوضح زارع لـ«الاتحاد»، أن المملكة أطلقت بعض التطبيقات الإلكترونية المهمة التي أنهت التكدسات والمشاكل التي كانت تحدث، حيث نظمت هذه التطبيقات عملية التواجد والصلاة في الحرمين والأماكن التي تشهد ازدحاماً، لافتاً إلى أن المملكة تعتمد على التكنولوجيا الجديدة لتقديم المزيد من الدعم والراحة للحجيج.

التخفيف على الحجاج
واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، أن المملكة حريصة على إتاحة كل سبل الراحة للحجاج خاصة مع تزايد أعدادهم بدرجة كبيرة.
وأشار السفير رخا حسن، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى استحداث المملكة وسائلَ نقلٍ حديثة مثل «التاكسي الطائر» و«قطار الحرمين السريع».. قائلاً إن من شأنها تقليل مشاكل الزحام والتدافع، مما يدلل على اهتمام المملكة بالتخفيف على الحجاج وتيسير حجّهم.