نيويورك (الاتحاد)

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس الأول الخميس من تأثر 32.8 مليون شخص في أنحاء منطقة الساحل الأفريقية بأزمات معقدة، منها انعدام الاستقرار وتدهور الوضع الأمني وآثار تغير المناخ. جاء ذلك في تقرير صادر عن مكتب «أوتشا» حول الاحتياجات والمتطلبات الإنسانية بمنطقة الساحل لعام 2024، مسلطاً الضوء على طبيعة الأزمات الإنسانية وما تعنيه بالنسبة لسكان المنطقة، وكيفية استجابة العاملين في مجال الإغاثة لهذه الأزمات.
وأكد «أوتشا» أن حياة الملايين في منطقة الساحل الأفريقية معرضة للخطر إذا لم تتوفر الموارد الضرورية لمنظمات الإغاثة كي تتمكن من الاستجابة لهذه الأزمات ولدعم الفئات الأكثر هشاشة في المنطقة.
وقال المكتب الأممي إن الجهود الإنسانية تحتاج 4.7 مليون دولار خلال العام الحالي لتلبية الاحتياجات العاجلة لـ20.9 مليون شخص في بوركينا فاسو والمنطقة الشمالية من الكاميرون وتشاد ومالي والنيجر وولايات أداماوا وبورنو ويوبي في نيجيريا. وأضاف أن العنف والصراع المتزايدين في أنحاء منطقة الساحل يهددان الحياة وسبل كسب الرزق، وبسببهما تضطر الأسر إلى الفرار من ديارها، وهو ما يعرقل الوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، علاوة على أنه يحرم 2.2 مليون طفل من حقهم في التعليم بسبب إغلاق المدارس، فيما تعرض 1263 مركزاً صحياً للإغلاق.
وحول أزمة تغير المناخ، ذكر مكتب «أوتشا» أن تزايد آثار الأزمة البيئية يفاقم أوجه الهشاشة، مشيراً إلى أنه يوجد في منطقة الساحل مليونَا لاجئ وطالب لجوء و5.6 مليون نازح داخلي، كثيرٌ منهم اضطروا إلى النزوح مرات عدة. وحذّر المكتب أيضاً من أن 16.7 مليون شخص سيعانون من أجل الحصول على الطعام خلال «موسم الجفاف» بين شهري يونيو وأغسطس، موضحاً أن النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة هم الأكثر ضعفاً بوجه خاص.
ولفت المكتبُ الأممي إلى أن العاملين في المجال الإنساني بأنحاء الساحل يقومون بعمل فائق غالباً في أكثر الظروف صعوبة، لكن الأزمات المتشابكة أصبحت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. وبين مكتب «أوتشا» أن الشركاء في مجال العمل الإنساني وفروا مساعدات منقذة للحياة وخدمات الحماية لأكثر من 15.6 مليون شخص في أنحاء منطقة الساحل العام الماضي.