أحمد مراد (القاهرة)

يتوجه الناخبون الموريتانيون، في التاسع والعشرين من يونيو الجاري لاختيار رئيس للبلاد لمدة خمس سنوات قادمة، من بين 7 مرشحين، يُعد أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني.
وعلى الرغم من الارتفاع البسيط لعدد المرشحين في انتخابات عام 2024 مقارنةً بانتخابات عام 2019 التي تنافس فيها ستة مرشحين، فإن الأوضاع الأمنية والاقتصادية، والظروف الجيوسياسية المحيطة بالدولة الموريتانية من الناحيتين الشرقية والجنوبية، قد تحد مِن فرص المرشحين الجدد، وتُثقل وزن الكتلة الانتخابية للرئيس الحالي. 
واعتبر المحلل والكاتب الموريتاني سلطان البان أن الأوضاع الأمنية التي تشهدها دول الجوار الأفريقي، وبالأخص ما يحدث في مالي المجاورة، تأتي على رأس العوامل التي تحسم السباق الرئاسي في موريتانيا، لا سيما مع تأثر سكان المناطق والقرى الموريتانية الحدودية بتداعيات النزاعات المسلحة في الدولة المجاورة.
وقال البان في تصريح لـ«الاتحاد» إن «ما تشهده مالي حالياً جعل موريتانيا أمام تهديد أمني حقيقي، بشكل دفع الجيش الموريتاني لإرسال رسائل في صورة مناورات على الشريط الحدودي خلال مايو الماضي»، وسط تزايد المطالب الداخلية بالحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني ومواجهة هذه التهديدات.
وذكر الكاتب والمحلل الموريتاني أن الاضطرابات الأمنية التي تشهدها مالي تمثل أحد العوامل المؤثرة في تصويت الناخبين الموريتانيين، لافتاً إلى أن هذا الوضع قد ينعكس إيجابياً لمصلحة الرئيس الغزواني.
وأضاف البان أن ولد الغزواني، الذي يخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية، سيستفيد من الوضع الاستثنائي الذي تمر به المنطقة وتأثيراته، فضلاً عما شهدته التركيبة السياسية المحلية مع اكتساح الحزب الحاكم («الإنصاف») الانتخاباتِ التشريعيةَ في مايو 2023.
ومن جانبه، ذكر الكاتب والمحلل الموريتاني، محمد سالم ولد الداه، أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية تؤثر بشكل كبير في اتجاهات تصويت الناخبين، بجانب تداعيات الاضطرابات الأمنية على الحدود الموريتانية.
وقال ولد الداه، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الأوضاع الأمنية والاقتصادية المحيطة بموريتانيا تصب في مصلحة الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، ما يجعله المرشحَ الأوفر حظاً للفوز في السباق الرئاسي المقبل.