موسكو (رويترز)
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن «الصين قد تنظم مؤتمر سلام تشارك فيه روسيا وأوكرانيا»، حسبما نقلت وكالة الإعلام الروسية أمس.
وأشار لافروف إلى أن مثل هذه الخطوة ستشكل استكمالاً لجهود بكين المستمرة لحل الأزمة الأوكرانية، وأضاف: «نتفق مع موقف الصين المتمثل في ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع في المقام الأول وحماية المصالح القانونية لجميع الأطراف، على أن ترتكز الاتفاقات اللاحقة على مبدأ ضمان الأمن بشكل متساوٍ وغير قابل للتجزئة»، مؤكداً أن هذا يستلزم مراعاة الحقائق على الأرض، والتي تعكس إرادة من يعيشون هناك».
ودعت روسيا مراراً لإجراء محادثات بشرط مسبق وهو أن تعترف كييف والغرب بالمكاسب التي حققتها موسكو على الأرض في أوكرانيا، وهو ما ترفضه كييف.
وانتقد لافروف الولايات المتحدة لمساعدتها أوكرانيا.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لطالما أكد أن بلاده مستعدة للتفاوض مع أوكرانيا، من أجل التوصل لحل للأزمة الأوكرانية، وشدد على ضرورة أخذ الواقع الجديد على الأرض ومطالب روسيا الأمنية في الاعتبار.
وفي بيان لوزارة الخارجية الروسية عقب اجتماع بالأكاديمية الدبلوماسية حول إشكاليات الأزمة الأوكرانية، دعا لافروف دول الأغلبية في العالم إلى رفض المشاركة في المؤتمر السويسري حول أوكرانيا، المقرر عقده يومي 15 و16 يونيو المقبل، وعدم الخضوع للضغوط الغربية بشأن هذه القضية.
وأوضح لافروف خلال الاجتماع أن المواجهة اكتسبت أبعادا عالمية، إذ إن الغرب يقحم فيها دول الأغلبية العالمية، محاولاً الحد من تفاعلها مع روسيا.
وشدد لافروف خلال كلمته على أن الغرض من مؤتمر سويسرا «ليس النظر في إمكانيات حل النزاع حول أوكرانيا، كما ذكرنا، بل صياغة وتقديم إنذار غير مقبول لروسيا».
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن روسيا لم ترفض التفاوض منذ أبريل 2022، عندما قامت كييف، بناء على طلب من بريطانيا، بعرقلة عملية التفاوض، التي كان هو نفسه قد طلبها.
وفي الأثناء جدد الكرملين تحذيره لحلفاء أوكرانيا من مغبة السماح لكييف بشن هجمات على الأراضي الروسية باستخدام أسلحة غربية، حيث توعد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين بحدوث «عواقب» إذا وقعت مثل هذه الهجمات.
وقال المتحدث باسم الكرملين أمس إن «ذلك سيكون في نهاية الأمر ضارا للغاية بمصالح تلك الدول التي اختارت طريق تصعيد التوترات».
وباتت مسألة ما إذا كان سيسمح لكييف باستخدام أسلحة غربية لشن هجمات على أهداف عسكرية في روسيا، تلوح في الأفق بشكل أكبر مع اشتداد القتال على طول قطاعات معينة من الحدود الأوكرانية الروسية.
وتسعى كييف جاهدة بشكل خاص لإيقاف هجوم روسي في منطقة خاركيف الواقعة شمال شرقي أوكرانيا.
واجتمع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي البالغ عددها 32 دولة في براغ أمس لمناقشة هذه المسألة من بين مسائل أخرى.
وتستهدف الأسلحة الغربية حتى الآن بشكل أساسي المواقع الروسية في المناطق الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية.