بنغازي (الاتحاد)
وجهت جامعة الدول العربية دعوات إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، لاستئناف الجولة الثانية من الاجتماع الثلاثي الذي تم عقده قبل عدة أسابيع، لتفعيل الحل السياسي ومعالجة الانقسام السياسي في البلاد، بحسب ما أكده مصدر ليبي مسؤول لـ«الاتحاد».
وأكد المصدر الليبي المطلع على تفاصيل اجتماعات القاهرة، أن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط يسعى لتقديم ورقة تتضمن كافة انشغالات الأطراف الليبية الثلاثة، مشيراً إلى أن رؤساء المجالس الثلاثة في ليبيا يتطلعون للاتفاق على آلية واضحة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت ممكن.
وأشار المصدر إلى أن العقبة التي تواجه تفعيل الاتفاق هي عدم قبول التشكيلات والميليشيات المسلحة التي ترفض أي تسوية للعملية السياسية من دون إشراكها في أي ترتيبات مستقبلية تجري بخصوص عملية الانتخابات ونفوذ هذه التشكيلات في مختلف المدن الليبية.
ورجّح المصدر إمكانية حضور سيتفاني خوري، نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للشؤون السياسية، وذلك في إطار تحركاتها الجارية لتقريب وجهات النظر بين المكونات الليبية، والاطلاع عن قرب على تفاصيل مبادرة الجامعة العربية المطروحة لحل الأزمة الليبية.
وبدوره، أعرب رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح عن تفاؤله بمستقبل الأوضاع في ليبيا في ظل سعي الجميع إلى الخروج من النفق المظلم، وصولاً إلى تنظيم انتخابات في البلاد. جاء ذلك في تصريحات صحفية على هامش أعمال الجلسة العامة للبرلمان العربي، أمس السبت، بمقر الجامعة العربية.
وأوضح عقيلة صالح أن الجلسة الحوارية التي استضافتها الأمانة العامة للجامعة العربية قبل عدة أسابيع توصلت إلى نتائج ملموسة، حيث تم الاتفاق على توحيد المناصب السيادية في ليبيا، بما يضمن «تفعيل دورها المناط بها» على مستوى الدولة، فضلاً عن التوافق على تشكيل حكومة موحدة، والتأكيد على سيادة ليبيا واستقرارها.
وعلى جانب آخر، شكك رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية، عماد السايح، في إمكانية إجراء انتخابات وطنية في ليبيا على المدى القصير، متحدثاً عن عدد من العراقيل التي تحول دون ذلك، أبرزها غياب الدستور الليبي المنظِّم لعملية تداول السلطة، والتدخل الأجنبي الهادف إلى الإبقاء على الوضع القائم. وأوضح السايح، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية ليبية، أن ما يعيق التقدم لحل الأزمة السياسية هو تمسك الأطراف المتنازعة بمصالحها والطموحات الأجنبية للحفاظ على السلطة، محذراً من استمرار هذا النهج، في ظل غياب قيادة سياسية موحدة وواعية، سيؤدي إلى تفاقم الصراعات السياسية وتعميق الانقسامات الداخلية، وهذا الوضع يحمي مصالح الدول الأجنبية المنخرطة في الصراع، ويمنع أي تغييرات سياسية قد تهدد مصالحهم.
وحول الأسباب الرئيسية وراء تأجيل الانتخابات، أكد السايح أن البيئة السياسية أصبحت معادية بشكل متزايد فيما يتعلق بالمبادئ الديمقراطية، لا سيما الانتخابات، موضحاً أن تلك الظاهرة تتعلق بعدد من العوامل، أسفرت عن نتائج سلبية، وعملت على تشكيل البيئة السياسية على مدى 12 عاماً الماضية.