عبدالله أبو ضيف (القاهرة)

أدلى الناخبون الهنود، أمس، بأصواتهم في المرحلة قبل الأخيرة من الانتخابات العامة، وسط درجات حرارة مرتفعة، وصلت إلى 47 درجة مئوية في العاصمة نيودلهي.
ويشعر المسؤولون بقلق بالغ، من أن موجة الحر في أجزاء من شمال الهند، بما في ذلك دلهي، يمكن أن تثني الناخبين عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع.
وقال بي كريشنامورثي، كبير مسؤولي الانتخابات في دلهي: «هناك قلق، لكننا نأمل في أن يتغلب الناس على الخوف من موجة الحر ويأتوا ويدلوا بأصواتهم».
ودخلت الانتخابات الهندية مرحلتها الأخيرة لاختيار ممثلين على 96 مقعداً في 10 ولايات ومناطق مختلفة، ويشارك نحو 177 مليون ناخب في التصويت في هذه المرحلة، حيث تجرى في 10 ولايات بالإضافة إلى إقليم جامو وكشمير.
وتقع أغلبية المقاعد التي يتنافس عليها في ولايات تيلانغانا وأندرا براديش وأوديشا، جنوبي وشرقي البلاد، حيث تزداد المنافسة مع وجود شعبية كبيرة لمختلف الأحزاب في هذه المناطق سواء المعارضة أو حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بالنفوذ الكبير الذي يتمتع به في مناطق أخرى من الهند.
وتقول الباحثة بقسم العلوم السياسية في جامعة دلهي، آني بروثي، إن الهند تشهد أكبر انتخابات عامة في العالم لمجلس النواب الذي يتم انتخاب أعضائه من خلال التصويت الشعبي المباشر في النظام البرلماني الهندي. 
وأوضحت بروثي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه تجري حالياً انتخابات مجلس النواب على 7 مراحل، بدأت في 19 أبريل وسيتم إعلان نتائج الاقتراع في 4 يونيو، وتعد هذه ثاني أطول عملية اقتراع في تاريخ الهند الانتخابي منذ الاستقلال، في حين أنه لم يتضح بعد أي حزب سياسي سيشكل الحكومة وما هي حصة أصوات كل حزب.
 وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تكون النتائج لصالح الحزب الحاكم الحالي بهاراتيا جاناتا، وعلى نحو فعال سيعود رئيس وزراء الحالي ناريندرا مودي إلى السلطة إذا حدث ذلك، مشيرة إلى أن حزب بهاراتيا جاناتا سوف يشكل الحكومة للمرة الثالثة على التوالي منذ عام 2014، فيما يقود المؤتمر الوطني الهندي كتلة المعارضة التي يطلق عليها التحالف الوطني التنموي الشامل الهندي، وهو حزب المعارضة الرئيسي ضد حزب بهاراتيا جاناتا حالياً.
ويرى أستاذ علوم سياسية في معهد ماناف راتشنا الدولي في الهند، أوبامانيو باسو، أن الانتخابات البرلمانية الهندية ليست مجرد حدث وطني، بل تمثل مشهداً عالمياً نظراً للحجم الهائل والتعقيد الذي يتطلب نجاحها، وبوجود عدد مذهل من الناخبين يصل عددهم إلى 968 مليون ناخب، تعتبر هذه العملية الانتخابية الأكبر في العالم. وأضاف أن ضخامة هذه الانتخابات يمكن قياسها من خلال مدتها البالغة 44 يوماً، حيث تتم خلال سبع مراحل في جميع أنحاء البلاد، بدءاً من 19 أبريل وحتى الأول من يونيو، ويتم التصويت في ثمان وعشرين ولاية وثمانية أقاليم اتحادية، مع جدولة الانتخابات وإعلان النتائج في 4 يونيو.
وذكر أن لجنة الانتخابات، الهيئة المخولة دستورياً في الهند، تقوم بتقسيم الدوائر الانتخابية إلى مناطق تصويت أصغر، لضمان عدم استيعاب أكثر من 1500 ناخب في كل مركز الاقتراع، ويتطلب هذا النهج إنشاء 1.048 مليون مركز اقتراع في مواقع مناسبة بالمباني الحكومية والمدارس، لضمان إمكانية الوصول لأكبر عدد ممكن من الناخبين.