فتح القضاء الفرنسي تحقيقا، اليوم الجمعة، في "المخططين" لأعمال الشغب التي تهز منذ الاثنين إقليم كاليدونيا الجديدة، الأرخبيل الواقع جنوب المحيط الهادئ.
وبعد أن تحدّثت السلطات عن ليلة "أكثر هدوءا"، تأمل أن تساهم حال الطوارئ السارية منذ الخميس في الحد من أعمال العنف التي اندلعت الاثنين بعد التحرك احتجاجا على إصلاح انتخابي طعن فيه ممثلو السكان الأصليين.
في العاصمة الفرنسية باريس، طالب وزير العدل من النيابة العامة "أقصى قدر من الحزم ضد مرتكبي التجاوزات". وأعلن إريك دوبون موريتي أنه يعتزم نقل "المجرمين" الذين أوقفوا إلى فرنسا "حتى لا يكون هناك عدوى (...) تتأثر بها العقول الضعيفة".
في موازاة ذلك، فتح القضاء الفرنسي تحقيقا بحق "المخططين" لأعمال الشغب مستهدفا على وجه الخصوص "خلية تنسيق العمل الميداني" الأكثر تطرفا بين الانفصاليين.
وقال إيف دوبرا مدعي الجمهورية في نوميا "قررت فتح تحقيق يستهدف على وجه الخصوص المخططين" وبينهم بعض أعضاء خلية تنسيق العمل الميداني.
واشار إلى "أولئك الذين استغلوا بعض الشبان في دوامة من أعمال العنف المتطرفة". ومنذ الأحد، أوقفت الشرطة 163 شخصا بينهم 26 مثلوا أمام القضاء بحسب النيابة العامة.

  • أعمال شغب في كاليدونيا الجديدة 

وأكد وزير الداخلية جيرالد دارمانان ان المجموعة منظمة "مافيوية" و"عنيفة".
خلفت الأزمة في المنطقة، التي استعمرتها فرنسا في القرن ال19، خمسة قتلى بينهم دركيان ومئات الجرحى خلال أعمال الشغب العنيفة ليلا. ردا على ذلك، أرسلت الحكومة تعزيزات من الشرطة وحظرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي ونشرت الجيش.
حاليا نشر 600 جندي حسبما أفاد به مصدر عسكري.
ورغم الهدوء النسبي، ظلت ثلاثة أحياء فقيرة في "نوميا" بأيدي "المئات من مثيري الشغب"، بحسب  لوي لو فران ممثل الدولة الفرنسية في الأرخبيل.
بالنسبة لمعظم سكان نوميا، كانت الأولوية الجمعة هي الحصول على مواد غذائية، في حين تسببت أعمال نهب المتاجر وتخريبها في نقص الإمدادات. وكانت طوابير الانتظار طويلة أمام المتاجر القليلة التي لا تزال مفتوحة.
وقال كينزو، البالغ من العمر 17 عاما "نحن هنا منذ أكثر من ثلاث ساعات" وهو يسعى لشراء الأرز والمعكرونة.

  • أعمال شغب تجتاح كاليدونيا الجديدة 

وفقا لغرفة التجارة والصناعة في كاليدونيا الجديدة "قضى العنف" على 80% إلى 90% من سلسلة التوزيع التجارية في المدينة.
ووعدت الحكومة الفرنسية بالتحرك "لتنظيم نقل السلع الأساسية" وإقامة "جسر جوي" بين العاصمة باريس والأرخبيل ويفصل بينهما أكثر من 16 ألف كلم.
من جانبه، أعرب  تييري دو غريلان مدير مستشفى نوميا عن قلقه لتدهور الوضع الصحي. وأضاف أن "ثلاثة أو أربعة أشخاص توفوا أمس (الخميس) إثر عدم إمكانية تلقيهم العلاج" بسبب الحواجز التي أقيمت في المدينة.
لإعادة فرض النظام، وصلت تعزيزات جديدة من الشرطة والدرك من فرنسا ليل الخميس الجمعة، من أصل الألف عنصر التي أعلنت عنها الحكومة الخميس لدعم 1700 جندي موجودين على الأرض.