المنامة (الاتحاد)

طالب القادة العرب المشاركون بالدورة العادية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، «قمة البحرين» بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة ووقف كافة محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني وإنهاء كافة صور الحصار والسماح بالنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية للقطاع والانسحاب الفوري لإسرائيل من مدينة رفح.
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن واقع المنطقة العربية «أليم وغير مسبوق» في ظل المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة على إثر الحرب التي وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك. 
وقال الملك عبدالله الثاني في كلمته بافتتاح أعمال الدورة العادية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة إن «ما يشهده قطاع غزة من تدمير سيجلب المزيد من العنف والصراع». وطالب بإيقاف الحرب على غزة و«تحمل العالم مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية لينهي صراعاً ممتداً منذ أكثر من 7 عقود لنمهد الطريق أمام أبنائنا وبناتنا في أمتنا العربية الواحدة لمستقبل يخلو من الحرب والموت والدمار». 
ودعا العاهل الأردني في كلمته إلى تكثيف الجهود لمساندة الحكومة الفلسطينية للقيام بمهامها ودعم الفلسطينيين في الحصول على كامل حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 
وأكد أن الأردن ومع استمراره وبالتعاون مع الأشقاء والشركاء الدوليين في إيصال المساعدات إلى أهل غزة، فإنه يشدد على ضرورة الاستمرار في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» للقيام بدورها الإنساني وزيادة المخصصات لهذه المنظمة «السامية والمهمة». 
كما دعا إلى تعزيز التنسيق العربي للتصدي لجملة التحديات أمام الدول العربية وضمان احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون العربية. 
بدوره، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، إن القمة العربية تنعقد في ظرف تاريخي دقيق تمر به المنطقة، مؤكداً أن هذه اللحظة الفارقة تفرض على جميع الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين إما السلام والاستقرار والأمل أو الفوضى والدمار اللذين يدفع إليهما التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة. 
وأضاف السيسي في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة العادية الـ 33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في المنامة، أن «التاريخ سيتوقف طويلاً أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان في القتل والانتقام وحصار شعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعي لتهجيرهم قسرياً واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولي». 
وذكر أن بلاده «وبينما تنخرط مع الأشقاء والأصدقاء في محاولات جادة ومستميتة لإنقاذ منطقتنا من السقوط في هاوية عميقة فإننا لا نجد الإرادة السياسية الدولية الحقيقية الراغبة في إنهاء الاحتلال ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين». 
وأكد أن «مصر ستظل على موقفها الثابت برفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسرياً أو من خلال خلق الظروف التي تجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها». 
ودعا الرئيس المصري المجتمع الدولي وجميع الأطراف الفاعلة والمعنية إلى تعزيز ثقة جميع شعوب العالم في عدالة النظام الدولي التي تتعرض لاختبار لا مثيل له، مؤكداً أن تبعات ذلك ستكون كبيرة على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة. 
كما طالب «بوضع حد فوري لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين الذين يستحقون الحصول على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».