دينا محمود (لندن)

بعد سنوات شهدت تصاعداً للصراعات وانعدام الأمن والاستقرار جنباً إلى جنب مع تفاقم تبعات التغير المناخي في مناطق مختلفة من القارة الإفريقية لا سيما الأجزاء الوسطى والغربية منها، بات عشرات الملايين من الأشخاص هناك، عرضة لضغوط هائلة، فيما يتعلق بتأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء. ودفع ذلك الوضع منظمة «لجنة الإنقاذ الدولية»، المعنية بتقديم المساعدات الإنسانية والعاملة في مجال التنمية الدولية، إلى التحذير من أن نحو 52 مليون شخص في غرب إفريقيا ووسطها، سيواجهون على الأرجح، ضغوطا كبيرة على صعيد الأمن الغذائي حتى أغسطس المقبل، وهي فترة الشهور العجاف الفاصلة بين مواسم الحصاد.
وبحسب هذه المنظمة غير الحكومية، سيصبح هؤلاء الأشخاص خلال تلك الفترة، معرضين لمخاطر المراحل الثالثة والرابعة والخامسة من مراحل انعدام الأمن الغذائي، والتي تبدأ بانعدامه بشكل خطير، ثم على نحو حرج، وصولاً إلى حد المجاعة.
وقالت المنظمة إن الشروع في تعزيز قدرة المجتمعات المُعرّضة لهذه المخاطر على التعامل معها، سيفتح الباب أمام ضرورة التسليم السريع للمساعدات الغذائية الأساسية للسكان هناك، للتخفيف من تهديدات سوء التغذية المُحدقة بهم في موسم العجاف، الذي يسود عادة في الأشهر السابقة مباشرة لبدء الحصاد.
وتفيد المعطيات الحالية، بأن انعدام الأمن الغذائي، تزايد بشكل مطرد في غرب القارة السمراء ووسطها، خلال السنوات الخمس الماضية، ولا يزال يتفاقم في الوقت الحالي، ما يجعل عدد المتضررين منه، في دول مثل بوركينا فاسو ومالي والنيجر، يقارب الآن 7.5 مليون شخص، مقارنة بـ 5.4 مليون في العام الماضي. وحذرت المنظمة الإغاثية الدولية، وفقاً لدراسة تحليلية أجرتها وشملت 17 دولة في الغرب والوسط الإفريقييْن، من أن الظروف الكارثية الشبيهة بالمجاعة، تهدد أكثر من 2500 شخص في هذه المنطقة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، لتجنب حدوث هذا السيناريو.
ومن بين البُلدان التي شملتها الدراسة؛ السنغال ومالي وبوركينا فاسو وتشاد وغانا. وقد أشارت نتائجها، إلى أن ما يزيد على ثلثيْ المناطق التي خضعت للتحليل في سياقها، كانت تندرج في المرحلتيْن الثالثة أو الرابعة من مراحل انعدام الأمن الغذائي، مُحذرة من أن هناك مستويات مثيرة للقلق من سوء التغذية الحاد، تسود بين المراهقين والنساء في سن الإنجاب هناك.
كما أفادت النتائج، بأن أكثر من 60% من الأُسَر في غرب إفريقيا ووسطها، تعاني الأمريْن من أجل توفير نظام غذائي صحي ومُغذي لأفرادها، وهو ما أدى لوصول حالات الهزال بين الأطفال دون سن الخامسة، في مناطق من مالي وبوركينا فاسو وشمال نيجيريا، إلى مستويات الطوارئ.
سوء تغذية
وفي الشمال النيجيري تحديدا، تراوح معدل انتشار سوء التغذية الحاد بين النساء، اللواتي تتراوح أعمارهن من 15 إلى 49 عاما، بين 11% و31%، وذلك باختلاف الولايات التي يعشن فيها في هذه المنطقة، حسبما أفاد تقرير نشرته منصة «داون تو إيرث» الإلكترونية، المهتمة بالقضايا البيئية وشؤون الأمن الاقتصادي وحماية الصحة وتأمين سبل العيش.