غزة (الاتحاد)
واصلت القوات الإسرائيلية، إغلاق معبري رفح البري عبر الحدود مع مصر، وكرم أبو سالم التجاري الوحيد في قطاع غزة، وسط تخوفات من مجاعة وخطر حقيقي، وتفاقم الوضع الإنساني المتدهور.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» أنه «لليوم الخامس على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق معبر رفح، ما أدى إلى توقف كامل لحركة تنقل المسافرين، خصوصاً المرضى والجرحى، ودخول المساعدات الإنسانية، أو نقل المساعدات المتكدسة لأهالي القطاع في المناطق الجنوبية والشمالية، وتسبب بتفاقم الوضع الإنساني المتدهور، وسط تخوفات من مجاعة وخطر حقيقي».
إلى ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، أن المساعدات لم تصل إلى قطاع غزة من المعابر الجنوبية منذ 3 أيام، محذراً من توقف عملياته بينما ينفد الغذاء من السكان.
والخميس الماضي، قال المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين، ماثيو هولينغورث، على حسابه عبر منصة «إكس»، إن «عملياتنا في غزة ستتوقف حال عدم توفر إمدادات الغذاء والوقود، أصبح من الصعب الوصول إلى مستودعنا الرئيسي بمدينة رفح جنوبي القطاع»، مشيراً إلى أن مخبزاً واحداً فقط لا يزال يعمل، كما لم تدخل أي مساعدات من معابر جنوب القطاع منذ يومين.
ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمس، أن ما يقرب من 150 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ مطلع الأسبوع، خوفاً من تقدم إسرائيلي في المدينة. غير أن الجيش الإسرائيلي قال إن تقديراته تشير إلى أن نحو 300 ألف فلسطيني نزحوا من رفح بجنوب قطاع غزة إلى «منطقة إنسانية» تم تخصيصها في منطقتي المواصي وخان يونس.
وقالت لويز ووتريدج من قسم الإعلام في الوكالة عبر منصة «إكس»: «أينما نظرت في غرب رفح الآن وجدت العائلات تحزم أمتعتها في كل مكان، الشوارع أصبحت خالية بشكل ملحوظ»، مشيرة إلى صدور أوامر من الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق جديدة في رفح بجنوب القطاع وجباليا في الشمال.
إلى ذلك، أدانت الأمم المتحدة كافة الأعمال العدائية التي تعرض دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للخطر.
جاء ذلك على لسان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، في بيان، أمس، بشأن إغلاق المعابر الحدودية التي تدخل عبرها المساعدات الإنسانية إلى غزة، الواقعة تحت هجمات إسرائيلية مكثفة.
وشدد تورك، على أن المعابر البرية القليلة التي تسمح بدخول المساعدات إلى غزة تعتبر حيوية لتوفير الاحتياجات مثل الغذاء والدواء والوقود، التي يجب إيصالها إلى السكان اليائسين والمذعورين.
ودعا الأطراف إلى عدم تعريض عمليات العبور المتعلقة بالمدنيين والمنتجات اللازمة لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، للخطر بسبب العمليات العسكرية، لافتاً إلى أهمية التدفق الحر للمساعدات الإنسانية للمدنيين في جميع أنحاء غزة.
وأكد تورك على ضرورة حرص جميع الأطراف على ضمان بقاء هذه المعابر آمنة ونشطة وألا تصبح هدفًا لهجوم مباشر.