حسن الورفلي (القاهرة، غزة)

تكثفت الجهود المصرية لوقف التصعيد الإسرائيلي في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في مسعى للتوصل إلى اتفاق للتهدئة وعملية تبادل للأسرى والرهائن، جاء ذلك فيما حذر الرئيس الأميركي جو بايدن علناً للمرة الأولى من أن بلاده ستتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا شنت غزواً كبيراً لمدينة رفح.
ونقلت وسائل إعلام مصرية، عن مصدر رفيع المستوى قوله، إن وفدي الفصائل الفلسطينية وإسرائيل غادرا العاصمة المصرية عقب جولة مفاوضات امتدت ليومين، مؤكداً على أن جهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وقال المصدر: إن «الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات نظر الطرفين، خاصة في ظل التطورات الأخيرة بقطاع غزة».
 وقال مصدر مسؤول بالفصائل الفلسطينية إن وفد الفصائل غادر القاهرة متجهاً إلى الدوحة، مؤكداً الالتزام والتمسك بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء من أجل وقف الحرب على القطاع.
وأضاف المصدر في بيان أن «إقدام إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال المعبر يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء، وتصعيد العدوان وحرب الإبادة».
كما نقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن مسؤول إسرائيلي، قوله، إن وفد تل أبيب قدم تحفظاته على مقترح الفصائل للوسطاء في القاهرة.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن هذه الجولة من محادثات القاهرة بشأن الهدنة في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين انتهت، لافتاً إلى أن إسرائيل ستمضي قدماً في عملية رفح، وأماكن أخرى في غزة وفق المخطط.
وكان مصدر مصري رفيع المستوى أكد في وقت سابق، أمس، استمرار مباحثات التهدئة بحضور كافة الوفود المشاركة في المفاوضات. وقال المصدر: إن الوفد الأمني المصري كثف جهوده لإيجاد صيغة توافقية حول بعض النقاط المختلف عليها.
ووفق المصدر، جددت مصر تحذيرها للمشاركين بالمفاوضات من خطورة التصعيد حال فشل المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة.
وطبقاً لوسائل إعلام مصرية: «لم تتوقف اتصالات مصر مع مختلف الأطراف خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والفصائل الفلسطينية، للحفاظ على مسار المفاوضات الجارية وتجنب التصعيد، وهي مستمرة في هذا الجهد حتى يصبح اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار واقعاً على الأرض».
وفي السياق، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل علناً للمرة الأولى، من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمدادها بالأسلحة إذا شنت غزواً كبيراً لمدينة رفح المكتظة باللاجئين في جنوب قطاع غزة.
وقال بايدن، في لقاء تلفزيوني: «إذا دخل الإسرائيليون إلى رفح فلن أزوّدهم بالأسلحة التي استُخدمت في السابق ضدّ مدن».
وتابع «لن نسلّمهم الأسلحة والقذائف المدفعية التي استُخدمت حتى الآن في الحرب الدائرة في قطاع غزة».
وفي أول رد فعل من الجانب الإسرائيلي على تحذير بايدن، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان: «إنه أمر صعب جداً وتصريح مخيّب للآمال إلى حد كبير يصدر عن الرئيس الذي أعربنا عن امتناننا له منذ بداية الحرب».
من جانبه، أفاد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل صموتريتش أن حكومته «ستعمل على تحقيق أهدافها في غزة بغض النظر عن التهديد الأميركي».
وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، أمس، إن قيام إسرائيل بعملية كبرى في مدينة رفح لن يحقق هدف واشنطن وتل أبيب بهزيمة الفصائل الفلسطينية في غزة. وأضاف كيربي في مؤتمر صحافي أن «اجتياح رفح لن يحقق هذا الهدف»، مؤكداً أن الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً وصراحة بمعارضته لعملية رفح.
في غضون ذلك، أكدت مصر والأردن الرفض الكامل والتحذير من الآثار الإنسانية الكارثية للعمليات الإسرائيلية العسكرية في مدينة رفح.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، في بيان صحفي أمس، أن ذلك جاء خلال لقاء جمع بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة. وقال فهمي: إن اللقاء تناول «الأوضاع في قطاع غزة التي تمر بمرحلة غاية في الدقة في ضوء الجهود المضنية للتوصل إلى هدنة شاملة في القطاع وتبادل للأسرى والمحتجزين بما يضمن الإنفاذ الفوري والكامل للمساعدات الإنسانية بشكل مستدام وبلا عوائق للحد من المأساة الإنسانية التي يعاني منها أهالي القطاع».
وأضاف أن الجانبين أكدا أن الأوضاع الحالية تفرض على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته للتوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار مع المضي قدماً بجدية وفاعلية في إنفاذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بما يحقق العدل والأمن والاستقرار الإقليمي ويفتح آفاق التنمية لجميع شعوب المنطقة.