دينا محمود (واشنطن، لندن)
وسط تقارب شديد في شعبية كلا المرشحيْن الطامحيْن إلى إحراز النصر في انتخابات الخامس من نوفمبر بالولايات المتحدة، الرئيس الديمقراطي جو بايدن وغريمه الجمهوري دونالد ترامب، كشف خبراء أميركيون في دراسات الرأي العام، عن أن بايدن بات يواجه الآن عقبة غير متوقعة، قد تقوض مسعاه للبقاء في البيت الأبيض، وتتعلق بحنين بعض الناخبين لحقبة سلفه ومنافسه.
فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية قبل أيام، أن 55% من هؤلاء الناخبين، يعتبرون أن فترة رئاسة ترامب كانت ناجحة، مقابل 44% يتبنون موقفاً مغايراً، وهو ما يتناقض بشكل كبير، مع ما كان قد أسفر عنه استطلاع مماثل، شهدته الولايات المتحدة، قبيل مغادرة الملياردير الجمهوري المكتب البيضاوي، في يناير من عام 2021.
ففي ذلك الاستطلاع، الذي أُجري بعد أيام من مهاجمة محتجين لمبنى الكابيتول في محاولة لعرقلة جلسة مشتركة لمجلسيْ النواب والشيوخ عُقِدَت وقتذاك للتصديق على فوز بايدن بانتخابات عام 2020، اعتبر 55% من الناخبين، أن رئاسة ترامب فاشلة.
وعزا محللون آنذاك هذا التوجه، إلى الأحداث الفوضوية التي شهدتها الشهور الأخيرة من ولاية الرئيس الجمهوري، لا سيما اقتحام الكابيتول، الذي أعقبه صدور توصية من لجنة تحقيق شُكِلَت للنظر في تلك الواقعة، باتخاذ إجراءات جنائية ضد ترامب، بدعوى «دعوته للتمرد، والتآمر ضد المؤسسات الأميركية».
ولكن نتائج الاستطلاع الأخير، كشفت عن أن أصداء هذه الأحداث وغيرها من المصاعب التي واجهها الأميركيون خلال حقبة ترامب، خاصة جراء السياسات التي تم اتباعها للتعامل مع أزمة وباء «كورونا»، قد تلاشت بشكل كبير من أذهان الناخبين، إلى حد أن 61% منهم، يرون الآن أن رئاسة بايدن تتسم بالفشل، مقابل 39% يعتبرون أنها ناجحة.
ويربط جانب كبير من الأميركيين ذلك الحكم، بأسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي في بلادهم خلال السنوات الأربع الأخيرة.
فرغم التراجع النسبي الذي شهدته معدلات التضخم، فإنها لا تزال أعلى مما كانت عليه عندما كان ترامب في منصبه، وهو ما أدى إلى ألا تتعدى نسبة تأييد السياسات الاقتصادية لإدارة بايدن، 34% من الناخبين، بحسب استطلاع «سي إن إن».
وتنخفض هذه النسبة لتصل إلى 29%، إذا ما كان الأمر يتعلق بتأييد الأميركيين للإجراءات التي اتخذتها الإدارة الديمقراطية، لكبح جماح التضخم، الذي بلغ معدله 2.7% خلال مارس الماضي، بزيادة تصل إلى 1.2 % عما كان عليه في فبراير، حينما كان يدور حول مستوى 2.5%.
وشدد محللون على أن هذه النتائج، تجعل من الصعب على الرئيس الديمقراطي، اعتبار الانتخابات المقبلة بمثابة استفتاء على غريمه الجمهوري نفسه، أو محاولة الاستفادة من الأخطاء، التي وقعت الإدارة الجمهورية في ما بين عاميْ 2016 و2020.
وأشار المحللون إلى أن ما بات يعرب عنه جانب كبير من الناخبين، من حنين لفترة الولاية الوحيدة لترامب، يعني كذلك أنه يتعين على بايدن وفريق حملته الانتخابية، بذل مزيد من الجهد لتذكير مواطنيه بالاضطرابات التي شهدتها تلك الحقبة.