عواصم (وكالات)

صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، بأنه يتعين على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن يأخذ في الاعتبار الواقع الجيوسياسي الجديد عند الحديث عن المفاوضات مع روسيا.
وقال بيسكوف، رداً على تصريحات زيلينسكي، عن إمكانية التفاوض مع روسيا، دون النظر إلى حدود عام 1991: «لقد تغير الواقع الجيوسياسي بشكل كبير، منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، وتغيرت حدود كل من أوكرانيا وروسيا»، حسبما ذكرت لوكالة «سبوتنيك» أمس.
وكانت كييف قد ذكرت في وقت سابق أن بدء مفاوضات السلام أمر مستحيل حتى تغادر القوات الروسية أراضي أوكرانيا داخل حدود عام 1991.
وقال زيلينسكي إن روسيا ستكون «مستعدة للحوار» إذا تمكنت أوكرانيا من الوصول إلى حدود 2022 أي ما قبل بدء العملية العسكرية الخاصة، حسبما أفادت تقارير إعلامية.
وفي الأثناء، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن المناقشات بشأن «خطة السلام» التي اقترحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، كانت محور اجتماع جمعه بنظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار.
والتقى كوليبا مع جايشانكار، في أول زيارة لمسؤول أوكراني رفيع المستوى إلى الدولة الواقعة في جنوب آسيا منذ بدء الأزمة الأوكرانية قبل عامين، إذ ستستمر ليومين، وفقاً لما أوردته «بلومبرغ». 
وأضاف كوليبا: «لقد أولينا اهتماماً خاصاً لصيغة السلام والخطوات التالية على طريق تنفيذها»، في إشارة إلى مبادرة تتطلب انسحاباً روسياً من جميع الأراضي الأوكرانية.
واقترح زيلينسكي في ديسمبر من عام 2022، خطة من 10 نقاط لتحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا، وبذل جهود دبلوماسية حثيثة لتقديم خطته لزعماء العالم، وفي طليعتهم الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
بدوره، قال جايشانكار في منشور عبر حسابه بمنصة «إكس» إن اجتماعه مع كوليبا «ركز على الأزمة المستمرة وتداعياتها الأوسع نطاقاً»، مشيراً إلى أنهما «تبادلا وجهات النظر بشأن مبادرات مختلفة في هذا السياق»، كما ناقشا وسائل زيادة التجارة في اجتماع بين الحكومتين. 
وتعمل سويسرا لاستضافة قمة عالمية للسلام بحلول الصيف، وتسعى إلى تشكيل تحالف واسع من الدول لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ قال وزير الدفاع السويسري إنه «من المحتمل جداً ألا تشارك روسيا في الجولة الأولى من المناقشات».
وتدفع الهند التي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية عميقة مع روسيا، باستمرار إلى الحوار والدبلوماسية لإنهاء الأزمة، وتحدث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الشهر، إذ ظلت نيودلهي متشككة بشأن نتيجة قمة السلام دون مشاركة روسيا. 
وتأتي زيارة كوليبا للهند في وقت تمر فيه أوكرانيا بأصعب الظروف منذ بدء الأزمة في عام 2022، مع سيطرة روسيا على الخطوط الأمامية، ووسط تجميد واشنطن دعمها العسكري الإضافي، بسبب الانقسامات في الكونجرس.
ومع ذلك، أعرب كوليبا عن ثقته في تواصل واشنطن إلى اتفاق لتمرير حزمة مساعدات جديدة، بغض النظر عن نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل.
مساعدات
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إن أوكرانيا إذا لم تحصل على المساعدات العسكرية التي وعدتها بها الولايات المتحدة وتعرقلها خلافات في الكونجرس، فسيكون على قواتها التراجع «بخطوات صغيرة».
وأضاف زيلينسكي «إذا كان الدعم الأميركي غير موجود، فيعني ذلك أننا ليس لدينا دفاعات جوية، أو صواريخ باتريوت، أو أجهزة تشويش للحرب الإلكترونية، أو طلقات مدفعية من عيار 155 ملليمتراً».
وأضاف «يعني ذلك أننا سنتراجع، سنتقهقر، خطوة تلو الأخرى، بخطوات صغيرة»، وتابع «نحاول العثور على سبيل ما كي لا نتراجع».