حسن الورفلي (غزة، القاهرة)
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أن الاقتراح الذي تقدمت به الفصائل الفلسطينية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو ضمن حدود ما هو ممكن، مشيرة إلى المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح، جاء ذلك بينما قدمت الفصائل الفلسطينية رؤيتها للوصول إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن «اقتراح التهدئة ووقف إطلاق النار الذي قدمته الفصائل الفلسطينية يقع بالتأكيد ضمن حدود الخطوط العريضة للاتفاق الذي نعمل عليه الآن منذ أشهر عدة».
وقال كيربي للصحفيين: «نحن متفائلون بحذر بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح لكن هذا لا يعني أن الأمر قد أنجز».
وأعلنت مصادر فلسطينية مطلعة على مفاوضات التهدئة في قطاع غزة، أمس، أن إسرائيل تبدي مرونة بشأن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع، لكنها ما زالت ترفض وقف الحرب كلياً، فيما أكدت مصادر فلسطينية، أن الورقة الجديدة التي قدمتها الفصائل للوسطاء في المفاوضات، تتضمن تقديم تسهيلات في ملف الأسرى مقابل وقف الحرب، بينما اعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن مطالب الفصائل «لا تزال غير واقعية».
وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، إلى أن وفد التفاوض سيغادر إلى الدوحة، بعد أن تناقش الحكومة موقف تل أبيب.
وقالت المصادر الفلسطينية، إن الفصائل وافقت على إطلاق سراح جميع المدنيين الإسرائيليين المحتجزين لديها، ومعهم جميع المجندات، في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق ألف من الأسرى، بينهم 150 من المحكومين بالسجن مدى الحياة، وفق مبدأ الأقدمية.
ونصت الورقة التي سلمتها الفصائل إلى الوسطاء، على أن يتم تبادل الأسرى على ثلاث مراحل، تتضمن كل واحدة منها وقفاً لإطلاق النار لمدة 42 يوماً، على أن يجري الإعلان عن الوقف التام للحرب مع بدء المرحلة الثانية من تبادل الأسرى التي تشمل جميع الجنود والضباط الإسرائيليين المحتجزين وعددهم حوالي 60.
وشددت الورقة التي قدمتها الفصائل على عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة دون المرور عبر الحواجز العسكرية التي طالبت بإزالتها في الطرق المؤدية من الجنوب إلى الشمال، وأبدت مرونة في قيام طائرات استطلاع إسرائيلية بتصوير العائدين لضمان عدم عودة مسلحين من الفصائل للشمال.
وبشأن إعادة إعمار القطاع، فقد نصت المرحلة الثالثة من الاتفاق، حسبما ورد في ورقة الفصائل، على الانسحاب الإسرائيلي التام من قطاع غزة، والشروع في إعادة الإعمار.
وكانت المفاوضات توقفت عشية حلول شهر رمضان، بعد رفض إسرائيل لأربعة من مطالب الفصائل الفلسطينية، وهي الوقف التام للحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قلب قطاع غزة إلى الحدود، وعودة جميع النازحين إلى الشمال، ورفع المساعدات الإنسانية إلى 500 شاحنة يومياً.
وذكرت المصادر أن الفصائل منفتحة على مناقشة صيغ مختلفة لوقف الحرب، لكنها مصممة على تحقيق ذلك باعتباره هدفاً مركزياً.
وعرضت الفصائل الفلسطينية، في وقت سابق، على الوسطاء، تصوراً لوقف إطلاق النار في غزة يتضمن مرحلة أولى تشمل الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم 10 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.
وفي سياق متصل، تقدمت الولايات المتحدة بنسخة معدلة من اقتراح لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، عمدت فيه إلى إزالة الإشارة إلى مدة «6 أسابيع»، ويؤكد الالتزام برؤية «حل الدولتين».
ويدعم مشروع القرار الجديد الذي قدمته واشنطن إلى مجلس الأمن الدولي، الجهود الدبلوماسية الدولية، لتحقيق وقف فوري ومستدام لإطلاق النار كجزء من صفقة تطلق سراح المحتجزين، وتتيح الأساس لسلام أكثر استدامة.
ووزعت بعثة الولايات المتحدة، النسخة الخامسة من مشروع قرارها بشأن غزة، على أعضاء المجلس، أمس الأول، على أن يتم تحديد موعد التصويت عليه لاحقاً.