أحمد مراد (بيروت، القاهرة)

تشهد شواطئ لبنان تنامياً ملحوظاً في أعداد رحلات الهجرة غير النظامية في ظل انتشار شبكات تهريب المهاجرين وتوسع أنشطتها، ما يجسد تحدياً كبيراً أمام المؤسسات والأجهزة اللبنانية.
وفي السنوات الأخيرة، غرق العشرات من ركاب «زوارق الموت» التي كانت تحمل آلاف المهاجرين غير النظاميين. 
وبحسب تقديرات رسمية، فإن سواحل الشمال اللبناني شهدت خلال الربع الثالث من عام 2022 أكثر من 155 محاولة هجرة غير شرعية ضمت نحو 4637 شخصاً، أسفرت عن وفاة 214 شخصاً وفقدان 225 آخرين.
وأرجع المحلل والكاتب اللبناني يوسف دياب، أسباب تنامي رحلات الهجرة غير النظامية عبر الشواطئ اللبنانية إلى تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها الملايين، إضافة إلى تفاقم أزمات اللاجئين في لبنان.
وذكر دياب في تصريح لـ «الاتحاد»، أن لبنان يشهد تدهوراً اقتصادياً ومالياً غير مسبوق، تسبب في أوضاع معيشية وإنسانية بالغة الصعوبة والتعقيد، وهو ما يجعل الكثير من اللبنانيين واللاجئين السوريين يفكرون في الهجرة إلى أوروبا بطرق غير مشروعة، وهو ما يدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم وأسرهم وأطفالهم في «زوارق الموت»، وقد تعرض الكثير منها للغرق قبالة السواحل اللبنانية.
وحذر دياب من خطورة انتشار شبكات تهريب المهاجرين غير النظاميين، مع تنامي قدراتها على تهريب آلاف الأشخاص، وتوسع أنشطتها ورحلاتها المحفوفة بالمخاطر على طول الشواطئ اللبنانية، وهو ما يتسبب في العديد من المآسي الإنسانية.
وسبق أن كشفت بعض التقارير الحكومية عن وجود شبكات تهريب تنظم عمليات تسلل آلاف السوريين إلى لبنان من خلال معابر غير قانونية، ما يجعله محطة لرحلات الهجرة غير النظامية إلى السواحل الأوروبية.
بدورها، أوضحت المحللة والكاتبة اللبنانية، ميساء عبد الخالق، أن تنامي معدلات الهجرة غير النظامية عبر الشواطئ اللبنانية تمثل واحدة من أبرز الأزمات في الآونة الأخيرة في ظل تكرار محاولات تهريب الأشخاص بطرق غير قانونية إلى أوروبا، وهو ما جعل السلطات المحلية تضاعف مراقبتها للسواحل والتصدي لهذه الظاهرة، لا سيما بعدما أودت في أوقات سابقة بحياة المئات والآلاف من المهاجرين إثر غرق مراكبهم في البحر المتوسط.
وشددت عبد الخالق في تصريح لـ«الاتحاد» على أهمية دور الجيش لتأمين ومراقبة السواحل والتصدي للرحلات الهجرة غير النظامية، وقد سبق أن حذر عدة مرات من مغبة هذه الرحلات التي تعرض حياة المهاجرين للخطر الداهم.