أحمد مراد (القاهرة)

تسببت جماعات العنف والتطرف في تحويل منطقة الساحل الأفريقي إلى واحدة من أبرز بؤر الإرهاب في العالم.
وشهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة توسعاً ملموساً في أنشطة المنظمات المتشددة بدول المنطقة، وخاصة مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، ما تسبب في تفاقم الأزمات الإنسانية وتدهور الأوضاع المعيشية لملايين السكان.
وبحسب التقديرات الأممية فإن الأنشطة الإرهابية تفرض تحديات إنسانية متزايدة في بوركينا فاسو، إذ احتاج نحو 4.7 مليون شخص للمساعدات الإنسانية، وتسببت بتشريد أكثر من مليوني نازح داخلياً، و8.8 مليون شخص في مالي.
وشددت السفيرة سعاد شلبي، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، عضو لجنة الحكماء في «الكوميسا»، على خطورة التداعيات الإنسانية والمعيشية المترتبة على توسع أنشطة الجماعات الإرهابية في دول منطقة الساحل الأفريقي، بعدما تمكنت الميليشيات من الاستيلاء على مساحات من الأراضي بالقوة، وهو ما جعل المنطقة إحدى أبرز بؤر العنف والإرهاب المشتعلة.
وذكرت الخبيرة في الشؤون الأفريقية لـ«الاتحاد» أن تزايد معدلات الأنشطة الإرهابية ساهم في تفاقم الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية في تلك المنطقة، وأصبح الملايين من سكانها بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وحذرت من خطورة الممارسات الممنهجة التي ترتكبها الجماعات المتطرفة لاستهداف المدنيين من أجل ترهيب المجتمعات المحلية، ما يدفع الملايين إلى النزوح، على المستويين الداخلي والخارجي عبر رحلات الهجرة غير النظامية، كما أدت إلى تزايد معدلات الهجرة إلى الدول الساحلية الشمالية ثم إلى أوروبا.
من جانبه، أوضح منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، أن منطقة الساحل الأفريقي تُعد الأكثر تأثراً بالأنشطة الإرهابية، وهو ما ينعكس بشكل كبير على الأوضاع المعيشية فيها وباتت تعاني من أزمات حادة، إضافة إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 43 % من الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم توجد في منطقة الساحل الأفريقي، وسبق أن حذرت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا في إحاطة لمجلس الأمن من تفاقم الوضع الإنساني المتردي بسبب الهجمات الواسعة النطاق ضد أهداف مدنية، والمواجهات للوصول إلى الموارد وفرض السيطرة.
وذكر أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تنامي الأنشطة الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي ساهم في زيادة أعداد المشردين بشكل غير مسبوق، ومن بينهم ملايين النساء والأطفال، وبالتالي لا بد من تضافر جهود المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة، إضافة إلى العمل على مكافحة جماعات العنف والتطرف في القارة الأفريقية بشكل عام.
وتتسبب الأنشطة الإرهابية في تعطيل الخدمات والمرافق الأساسية مثل التعليم، والصحة، إضافة إلى انعدام الأمن الغذائي لملايين السكان، وخاصة المشردين والنازحين.