دينا محمود (لندن)
وسط تعهدات أميركية بتقديم تمويل إضافي يُقدر بـ 45 مليون دولار للمساعدة على تحقيق الاستقرار في منطقة «الساحل الأفريقي»، تتزايد التحذيرات من إمكانية اتساع رقعة الهجمات والاعتداءات، التي تعصف بهذه المنطقة الواقعة في غرب القارة السمراء، لتمتد إلى دول ظلت تتمتع حتى الآن، بحالة من الاستقرار النسبي.
وتتصاعد هذه المخاوف بشكل خاص في بُلدان مثل غانا وبنين وتوجو وكوت ديفوار، خاصة وأن تلك الدول وغيرها، تشكل بوابةً للقارة على الشطر الغربي من العالم، وتوجد في أراضيها مرافئ مهمة، تستخدمها شركات الملاحة وخطوط الشحن الغربية، ما يجعلها تجتذب الكثير من الاستثمارات الأجنبية.
ففي الآونة الأخيرة، شهدت المناطق الحدودية الفاصلة بين عدد من هذه الدول، ومن بينها غانا وتوجو وبوركينا فاسو، هجمات دموية، أودت بحياة عدد من المدنيين.
ورغم أن بعض هذه الاعتداءات، لم تُنسب إلى أي جماعة إرهابية، فإن خبراء مكافحة الإرهاب في المنطقة، يرجحون أن تكون مرتبطة بجماعات متشددة، ناشطة منذ سنوات في «الساحل الأفريقي».
وتزامنت هذه الاعتداءات، التي شملت هجوماً على قافلة تجارية كانت في طريقها من بلدة «باوكو» الغانية إلى منطقة أخرى، مع اعتداءات متفرقة تشهدها مدن حدودية في شمال بنين، ضد مراكز الشرطة والمدنيين، بجانب الاضطرابات المستمرة في النيجر ومالي، على خلفية الأوضاع السياسية غير المستقرة هناك.
وأشار محللون، إلى أن من بين أسباب هشاشة الوضع في «الساحل الأفريقي»، الهوة الآخذة في التنامي بين منطقتيْ الشمال والجنوب في غالبية أنحاء دول غرب القارة، إذ يحظى المقيمون في المناطق الجنوبية، بقدر أكبر من التعليم والخدمات، مقارنة بأقرانهم في الأجزاء النائية الواقعة في الشمال.
وتستغل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وكذلك العصابات الإجرامية، هذا التفاوت الصارخ، لتجنيد مزيد من الشبان في صفوفها.