تحدى مئات الآلاف البرد في ألمانيا وخرجوا في مسيرات، اليوم السبت، احتجاجا على خطط اليمين الشعبوي المتطرف ضمن مظاهرات تنظم للأسبوع الرابع على التوالي.
وكتب منظمو التظاهرة على منصة إكس "نحن 300 ألف شخص في برلين وهناك عشرات الآلاف في الشوارع في كل أنحاء ألمانيا وفي البث المباشر".
وكانت الساحة أمام البرلمان مكتظة منتصف النهار. وقد تم توجيه عدد كبير من الأشخاص، الذين لم يتمكنوا من الوصول إليها، إلى ضفاف نهر "سبري" وإلى حديقة "تيرغارتن" المجاورة، وفق ما أفاد صحافيون.
وهتف المشاركون "كلنا ضد الفاشية!"، بينما قام المنظمون، وهم حركة "يد بيد"، ببث التحرك مباشرة عبر موقع يوتيوب. وتضم حركة "يد بيد" أكثر من 1500 منظمة من بينها منظمة "فرايدي فور فيوتشور" وتحالف المواطنين "كامباكت".
وحمل متظاهرون لافتات كتب عليها شعارات مثل "العنصرية ليست بديلا" و"حرية، مساواة".
وتعكس تجمّعات اليوم، البالغ عددها 200 في كل أنحاء ألمانيا، صدمة أثارها تقرير لمركز الأبحاث الاستقصائية "كوريكتيف" في 10 يناير الماضي عن اجتماع نظمه يمينيون متشددون في مدينة بوتسدام قرب العاصمة برلين في نوفمبر ونوقش فيه مشروع لحملة طرد واسعة النطاق لأفراد أجانب أو من أصول أجنبية.
وفي بوتسدام، شكِّلت سلسلة بشرية حول مبنى لاندتاغ (برلمان الولاية)، بحسب وسائل إعلام محلية.
وخرجت احتجاجات كذلك، اليوم، في مدن أخرى ومنها دريسدن وهانوفر في إشارة إلى القلق المتزايد من الدعم الشعبي لحزب البديل من أجل ألمانيا.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، في منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا) «سواء في آيزناخ أو هامبورج أو برلين: في المدن الصغيرة والكبيرة في جميع أنحاء البلاد، يجتمع العديد من المواطنين حتى لا ننسى... للتظاهر ضد الكراهية وخطاب الكراهية».
وشارك المستشار الألماني نفسه ووزراء في ائتلافه الحاكم، بينهم وزيرة الداخلية نانسي فيزر ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس، خلال الأسابيع الماضية في هذه الاحتجاجات.
انطلقت هذه المظاهرات بسبب ما كشفته منصة «كوريكتيف» الإعلامية الاستقصائية في وقت سابق من هذا الشهر عن اجتماع عقده متطرفون يمينيون في نوفمبر الماضي في مدينة بوتسدام القريبة من العاصمة الألمانية برلين. 
وبحسب تقرير «كوريكتيف»، حضر الاجتماع سياسيون من حزب البديل الألماني وكذلك أعضاء من الحزب المسيحي الديمقراطي من تيار يمين الوسط، وجمعية «اتحاد القيم» التي تنتمي إلى غلاة المحافظين وحركة الهوية اليمينية المتطرفة.
وكان من بين المشاركين، في هذا الاجتماع، النمساوي مارتن زيلنر الذي تزعم على مدار فترة طويلة حركة الهوية الاشتراكية الأوروبية المتطرفة التي تعارض بشدة الهجرة إلى أوروبا. 
وكان زيلنر كشف أنه تحدث، في اجتماع بوتسدام عن «إعادة التهجير». وهذه عبارة يستخدمها المتطرفون اليمينيون للتعبير عن ضرورة ترحيل عدد كبير من الأشخاص من ذوي الأصول الأجنبية، حتى وإن كان هذا بالقوة.