عبدالله أبو ضيف (القاهرة)

تعيش الأوساط التشادية المختلفة حالة تفاؤل واسعة على الصعيد السياسي بعد نجاح الاستفتاء على الدستور بمشاركة شعبية كبيرة، في خطوة اعتبرها خبراء بمثابة مسار جديد للدولة التي تحظى بأطياف سياسية متنوعة استطاعت من خلال الحوار الوطني في عام 2022 التوافق على طريقة تنفيذه وبدء جمهورية جديدة.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي التشادي أبا بكر إدريس إن الاستفتاء على الدستور يمثل نقطة نجاح مهمة للحوار الوطني الذي تم بمشاركة جل الأطياف السياسية حيث تم التأكيد على ضرورة التوافق على الدستور من خلال الاستفتاء عليه بطريقة ديمقراطية وهو ما تم تحقيقه بالفعل.
واعتبر إدريس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن قيمة الدستور الجديد تكمن في أنه تم بموافقة شعبية هائلة وبتشكيل من لجنة وطنية متخصصة ليس من سلطة أو جهة بعينها ولم يسيطر على صياغته أي فصيل، ومن ثم يحظى بتوافق واحترام من كافة الأطياف السياسية في تشاد، لافتاً إلى وجود حالة من التفاؤل الشديد خلال الفترة الأخيرة بعد نجاح الاستفتاء.
وأشار إلى أنه ليس من المعقول أن يعيش وطن وسط هذه الحداثة بدستور لم يتم تعديله منذ عقود طويلة ولم يعد يناسب الفترة الزمنية الجارية والتي تسير فيها البلاد في ظل تحديات إقليمية وداخلية، مضيفاً أن نجاح الدستور يؤكد على قوة الدولة وصلابتها وتوحد الشعب وأطيافه السياسية.
من جهته، قال المحلل السياسي التشادي أبو بكر حسن، إن الدستور الجديد ينهي الفترة الانتقالية ويعود بالبلاد إلى الوضع الطبيعي، مؤكداً بدء مرحلة جديدة خاصة وأن الاستفتاء نجح وبهذا تكون الجمهورية الخامسة قد بدأت وجاءت بتعيين رئيس وزراء جديد هو الدكتور سكسيه مسارا الذي يعد من أشد المعارضين للنظام.
وأوضح أبو بكر في تصريح لـ«الاتحاد» أن النظام الجديد في تشاد أمامه تحديات واضحة لقيام الجمهورية الخامسة منها تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية ورفع الإضراب الذي يعرقل قطاعات التعليم وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وخاصة بنود تنظيم الجيش والإدارة والنزاعات بين المزارعين والرعاة، وغيرها من المواضيع التي تهم معيشة الشعب.