شعبان بلال (القاهرة)
يواجه عدد كبير من اليمنيين خطر الإصابة بالأمراض النفسية نتيجة للظروف القاسية والمعاناة نتيجة الحرب الممتدة لأكثر من 9 أعوام.
وكشف صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير له عن أن واحداً من بين كل 4 أشخاص يعانون اضطرابات في الصحة النفسية وبحاجة لدعم ورعاية.
واعتبر خبراء ومحللون يمنيون أن الحرب وتداعياتها والضغط النفسي والمعاناة طوال الأعوام الماضية كانت لها تأثيراتها الخطيرة على الصحة النفسية لليمنيين كنتيجة طبيعية، مشيرين إلى أن جيلاً كاملاً نشأ في ظل هذه الحرب التي شنتها جماعة الحوثي في 2014.
وقال نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بقيادة محور تعز العقيد عبد الباسط محمد البحر إنه نتيجة الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي واستمرارها لمدة 9 سنوات، نشأ جيل جديد تحت القصف والحصار والقنص وظروف الشتات والنزوح ومصادرة الأموال والبطالة ونقص الخدمات من كهرباء وماء وغاز وصحة وتعليم.
وأوضح في تصريح لـ«الاتحاد» أن هذا الوضع الصعب والمرعب أثر على الصحة النفسية لليمنيين لما يتعرضون له من دوي القذائف والانفجارات وموت بعض الأهل والأقارب والمشاهد البشعة للدماء والنزوح، وقلة النوم، لافتاً إلى أن هناك أحياء كاملة سويت بالأرض بخلاف الضغوط المادية بسبب عدم صرف الرواتب.
ومع ظهور مزيد من المخاطر الصحية المحدقة بملايين السكان في اليمن جراء استمرار الحرب، قالت الأمم المتحدة إن ربع سكان اليمن الذين يقدر عددهم بأكثر من 30 مليون نسمة، في حاجة ماسة إلى الدعم والرعاية في مجال الصحة النفسية جراء صدمات الصراع وتداعياته المستمرة.
ولفت صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن اليمن الذي يعاني حرباً منذ نحو 9 سنوات، يحتاج سبعة ملايين شخص فيه إلى خدمات الصحة النفسية. وكانت منظمات أممية معنية بدعم القطاع الصحي اليمني، أوضحت في تقارير سابقة لها أن الانقلاب والحرب في اليمن تسبَّبا بحدوث أضرار نفسية وعقلية لأكثر من 5.5 مليون شخص، مؤكدة أن العدد في تزايد.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي اليمني موسى المقطري إن الحرب التي أشعلت شرارتها جماعة الحوثي تمثل أكبر المآسي التي مرت باليمن طوال تاريخه الحديث، لما تركته من آثار شملت جميع جوانب الحياة ومن ذلك صحتهم النفسية التي تأثرت بالأحداث.
واعتبر أن مشاهد الدماء والقتل والحصار والقصف والصدمات بمختلف أنواعها وتخلخل البنية الاجتماعية، بيئة خصبة لانتشار الأمراض النفسية وتغلغلها في المجتمع بمختلف فئاته العمرية.
وذكر المقطري في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يكتوي بناره اليمنيون يجعل من الصعوبة على أرباب الأسر توفير الاحتياجات الأساسية لأبنائهم، وأمام هذا العجز تحضر الضغوطات النفسية التي تتحول لأمراض مع استمرارها وتجددها.
وتابع المقطري أن النزوح وترك المنازل واللجوء إلى المخيمات هرباً من نار الحرب وغياب الأمان تؤدي لارتفاع نسبة القلق والتوتر والاكتئاب وأسباب أساسية لتدهور الصحة النفسية، في ظل عجز المنظومة الصحية المنهارة أصلاً عن تقديم خدمات الرعاية النفسية.