أصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، اليوم الاثنين، تحذيرات لمقاطعات إيشيكاوا ونيجاتا وتوياما الساحلية من وقوع موجات مد عاتية بعد زلزال شديد.
كلمة "تسونامي" مستعارة من اللغة اليابانية وهي مركبة من كلمتين يابانيتين هما: "تسو" (وتعني ميناء) و"نامي" (وتعني موجة) . فيكون معنى الكلمة "موجة الميناء".
الزلازل في البحار والمحيطات
يحصل تسونامي أو المد البحري، كالذي حذرت منه اليابان اليوم، نتيجة سلسلة من الموجات الضخمة إثر اضطرابات تحت الماء لأسباب عديدة أبرزها وقوع زلازل.
من بين الشروط المؤاتية لنشوء مد بحري أن يكون الزلزال قوياً، وقد بلغت قوة زلزال اليابان 7,5 درجات بحسب تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية و7,6 بحسب وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.
ويصل ارتفاع أمواج تسونامي الناشئة عن نشاط زلزالي من أعلى إلى أسفل الكتلة المحيطية، إلى مئات الأمتار وتزداد قوتها في كل مرة تصطدم فيها بقاع البحر.
وفي نقطة الانطلاق، لا يولد التسونامي سوى أمواج صغيرة متباعدة جداً لأن كتل المياه الهائلة التي حركها الزلزال تتنقل على عمق القاع بخلاف الأمواج العادية التي تقتصر على سطح الماء.
ومع اقتراب أمواج المد البحري من السواحل بسرعة 800 كلم/ساعة تقريبا، ترتفع المياه من قاع المحيط مما يركز الطاقة التي يحركها التسونامي. وتتباطأ سرعة الأمواج وتتقارب ويزداد ارتفاعها بشكل ملحوظ إذ يمكن أن تصل إلى أكثر من عشرين مترا.
وحذّرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من احتمال حدوث أمواج تسونامي يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، لكنها عادت لتخفّض هذا التوقع إلى ثلاثة أمتار.
وبامكان موجة التسونامي، بما أنها تفقد القليل من طاقتها، الامتداد على مساحات كبيرة لتصل إلى سواحل تبعد آلاف الكيلومترات.
في العام 1960، تسبّب زلزال بقوة 9,5 درجات على مقياس ريختر، ضرب تشيلي، بتسونامي مدمر بلغ سواحل اليابان.
وأصدرت مدن في أقصى الشرق الروسي، اليوم الاثنين، بينها فلاديفوستوك، الواقعة على الجانب الآخر من بحر اليابان، تنبيهاً من احتمال حدوث تسونامي.
وتنسق البلدان الرئيسية المطلة على المحيط الهادئ مراقبتها تحسبا لمخاطر هذه الأمواج. ويجمع مركز الإنذار من تسونامي المعلومات في هاواي بالولايات المتحدة.
أسباب أخرى
وإن كانت العديد من أمواج تسونامي تحصل بعد زلزال، فهناك أسباب أخرى ممكنة ومنها الانجرافات تحت البحار التي تتسبب بها أحيانا الزلازل مثلما حصل في بابوازيا-غينيا الجديدة في 1998 (2000 قتيل)، وانفجار بركان مثلما حصل في كراكاتوا الجزيرة الصغيرة بين جاوا وسومطرة (36400 قتيل في أغسطس 1883)، أو سقوط نيزك في البحر.
ويمكن أيضاً أن يحصل مد بحري خفيف بسبب ظواهر تتعلق بأحوال الطقس.
وفي 26 ديسمبر 2004، اجتاح تسونامي سواحل نحو عشر دول في جنوب شرق آسيا مما أسفر عن سقوط 220 ألف قتيل. وعادلت قوته نحو 23 ألف قنبلة ذرية كتلك التي أُسقطت على هيروشيما، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وتعرضت اليابان في مارس 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت عنه موجات مد "تسونامي"، وأودى بـ18 ألفا و500 شخص بين قتيل ومفقود.
ولا يقتصر حصول التسونامي على المحيط الهادئ. فقد شهد المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط في الماضي مدا بحريا، كما أورد المؤرخ البريطاني اميانوس مارسيلوس الذي شهد الزلزال في مدينة الاسكندرية (مصر) في العام 365.
ما هو تسونامي.. وما هي أسبابه؟
المصدر: آ ف ب