عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
فاز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بولاية رئاسية جديدة في أكثر انتخابات رئاسية من حيث المشاركة الشعبية في العشر سنوات الأخيرة ليستمر في الحكم حتى عام 2030 حسبما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية والمشرفة على إعلان النتائج، بعد الانتهاء من فرز الأصوات.
وحصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الانتخابات التي شهدت منافسة بين 4 مرشحين وهو العدد الأكبر منذ عام 2014، على قرابة 90 % من نسبة الأصوات الصحيحة والتي وصلت إلى 45 مليوناً والتي شكلت حوالي 66 % من إجمالي الأصوات المدعوة للتصويت، ويكون بذلك السيسي رئيساً للبلاد دون الحاجة إلى جولة ثانية للانتخابات.
وفي خطاب عقب إعلان فوزه بفترة رئاسية جديدة، ربط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بين المشاركة الشعبية الواسعة والأحداث المحيطة، حيث اعتبرها محاولة من المصريين للتأكيد على مساندة الدولة، وإجراءاتها لحماية الأمن القومي، مشيراً إلى أن الحرب في غزة تستدعي استنفار الجهود للحيلولة دون استمرارها لما تمثله من تهديد للأمن القومي المصري بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام.
وأضاف الرئيس المصري بعد إعلانه فائزاً بالانتخابات المصرية بأنه سيكون صوتاً للمصريين في تحقيق أحلامهم واستكمال الحوار الوطني الذي تم عقده خلال العامين الأخيرين لتحقيق مزيد من المنجزات الوطنية التي تهدف إلى رفعة الدولة المصرية والحفاظ عليها في ظل المخاطر المحيطة.
وقال: «إنني أدرك يقيناً حجم التحديات التي مررنا بها، وما زلنا نواجهها».
وتابع السيسي، «إن البطل الحقيقي في مواجهة تلك التحديات هو المواطن المصري الذي تصدى للإرهاب وعنفه، وتحمل أعباء الإصلاح الاقتصادي وآثاره، وواجه الأزمات بثبـات ووعـي وحكمـة»، مشددا على «بذل كل الجهود اللازمة للاستمرار في بناء الجمهورية الجديدة، التي نسعى لإقامتها، وفق رؤية مشتركة، تجمعنا دولة ديمقراطية، تجمع أبناءها في إطار من احترام الدستور والقانون.
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إنه لا يمكن فصل المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات الرئاسية عن حرب غزة، واعتبارات الأمن القومي المصري، حيث تراجع الحديث بشكل واضح عن الضغوط الاقتصادية التي كانت مسار الحديث بشكل دائم خلال السنوات الأخيرة فيما احتاج المصريين التأكيد على ضرورة وجود نظام قوي في مواجهة الاعتبارات الأمنية والعسكرية الحالية.
وأشار فرحات في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن الشعب المصري أثبت وعياً وطنيا كبيرا بوضع الاعتبارات الأمنية للدولة المصرية في المقدمة في اختياراته في الانتخابات الرئاسية الحالية بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي كان يمتلك برنامجاً واضحاً، وحقق بالفعل العديد من المكتسبات السياسية والاقتصادية تمثلت في البنية التحتية وغيرها من المكتسبات وبالتالي اختاره الشعب لاستكمال المسيرة.
وقال عبدالهادي القصبي السياسي المصري ورئيس حزب الأغلبية في مجلس النواب إن الخطاب المباشر للرئيس عبد الفتاح السيسي عقب إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية يكشف عن مدى الاهتمام المصري إدارة وشعباً بما يجري في الحدود الشرقية والحرب الدائرة في قطاع غزة.
وأضاف أن المشاركة الشعبية الواسعة هي أفضل رد وداعم للإدارة السياسي في استمرار الحفاظ على المكتسبات التي حققتها في ملف الأمن القومي المصري ولا يمكن السماح لأي جهة مهما كانت أن تهدد هذه الاعتبارات، مشيرا إلى أن أمن مصر القومي وهو الأمر الذي أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال خطاب انتصاره بالانتخابات الرئاسية.