نيويورك (الاتحاد)

أكدت دولة الإمارات التزامها بمواصلة العمل مع كافة الشركاء ومكتب «أونوكا» من أجل تحقيق السلام والاستقرار في كامل منطقة وسط أفريقيا، داعية إلى اتباع نهج متسق ومتعدد المسارات يضمن تعزيز التنسيق والتعاون الإقليمي للتصدي للتهديدات العابرة للحدود كالتطرف والإرهاب والاتجار غير المشروع بالأسلحة.
وقالت الإمارات أمس في بيان أمام مجلس الأمن، ألقته غسق شاهين المنسق السياسي لبعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة، بشأن مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا: «نقدر دور مكتب «أونوكا» الهام في التنسيق بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية، لتمكين دول وسط أفريقيا من مواجهة التحديات التي تقوض السلم والأمن في تلك المنطقة سعياً لبناء مستقبل مستقر ومزدهر لشعوبها».
وأضافت غسق شاهين «أن معالجة التحديات الأمنية في المنطقة يتطلب اتباع نهج متسق ومتعدد المسارات، يضمن تعزيز التنسيق والتعاون الإقليمي للتصدي للتهديدات العابرة للحدود كالتطرف والإرهاب والاتجار غير المشروع بالأسلحة، مع العمل في ذات الوقت على بناء القدرات الوطنية وتعزيز صمود المجتمعات في وجه هذه التحديات». 
وذكرت أن تسريح عدد من الجماعات المسلحة مؤخراً بمشاركة من الجهات والدول الفاعلة في المنطقة يجسد أهمية العمل متعدد الأطراف لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالمثل فيما يتعلق بالاستجابة الأمنية المنسقة بين جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد لتجنب أي تداعيات ناجمة عن النزاعات في المنطقة.
كما أكدت غسق شاهين أهمية التركيز على التصدي لآفتي التطرف والإرهاب ومعالجة أسبابهما الجذرية ومواصلة تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي لبناء مجتمعات سلمية. 
وفي السياق أردفت: «نتطلع إلى مخرجات الاجتماع الوزاري المقبل في بانغي لمناقشة مشروع الاستراتيجية الإقليمية لمنع ومكافحة خطاب الكراهية في منطقة وسط أفريقيا»، مشددة على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2686 والذي يدعو منظومة الأمم المتحدة إلى الرصد والإبلاغ عن خطاب الكراهية والتطرف. 
وقالت شاهين: «من المهم كذلك متابعة ودعم الجهود والمبادرات الإقليمية المبذولة لمساعدة المجتمعات المتضررة من أعمال العنف، ومنها الاستراتيجية الإقليمية لتحقيق الاستقرار والتعافي والقدرة على الصمود في منطقة حوض بحيرة تشاد».
كما أكدت على ضرورة أن تظل الحلول السياسية الشاملة هي البوصلة التي توجه العمليات الانتقالية وعمليات السلام في كافة أنحاء المنطقة، لافتة إلى أن هذه الجهود جوهرية لبناء مؤسسات قادرة على الصمود بمشاركة كافة الجهات الفاعلة، بما في ذلك النساء والشباب. 
ونوهت غسق شاهين إلى أهمية الحوار البناء لبناء الثقة وتجاوز العقبات، وكذلك مواصلة «أونوكا» و«الإيكاس» جهودهما ودعمهما لإنجاح العمليات السياسية في المنطقة، مشيدة في هذا الصدد بالخطوات الإيجابية التي اتخذت مؤخراً في تشاد والغابون. 
كما أكدت على أهمية مواصلة العمل لتعزيز فِهمِنا للصلات القائمة بين التغير المناخي وانعدام الاستقرار في المنطقة، خاصة مع تسبب الظواهر المناخية الشديدة في مفاقمة التوترات بين المجتمعات والأوضاع الإنسانية المتردية في المنطقة.
في هذا السياق أعربت غسق شاهين عن أملها اعتماد استراتيجية «الإيكاس» بشأن تغير المناخ والتنمية والتي تهدف إلى مساعدة المجتمعات على التكيف مع التغير المناخي، منوهة إلى أن مشاركة مستشار الأمن المناخي لمكتب أونوكا في الدورة 28 لمؤتمر الأطراف لتغير المناخ الذي عقد في دولة الإمارات الأسبوع الماضي ساهم في تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المنطقة بسبب هذه الظاهرة وتداعياتها على الأمن والاستقرار. 
وأردفت شاهين، من المهم أثناء جمع المعلومات وتقييم المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي الأخذ بالاعتبار تداعياته على الأوضاع الأمنية بما يعزز النهج الوقائية وأنظمة الإنذار المبكر.