عبدالله أبو ضيف (مقديشو – القاهرة)

تتميز الصومال بتنوع واسع في قبائلها التي اعتبرها خبراء مكوناً رئيساً من مكونات الدولة، أعطى نوعاً من الاستقرار السياسي، والتداول السلمي للسلطة، ورغم حجم التحديات التي واجهتها الصومال على مدار سنوات طويلة تمكنت في النهاية من مواجهتها ودحض العناصر المتطرفة والإرهابية، بفضل التماسك القبلي القوي، والتكوين الاجتماعي.
وفي هذا السياق، شدد الناشط السياسي الصومالي ياسين سعيد على أن القبائل تعتبر جزءاً حيوياً من نسيج المجتمع الصومالي حيث تلعب دوراً بارزاً في عملية التنمية وتحقيق الاستقرار، حيث يتجلى هذا الأمر في عدة جوانب ترتبط بتأثيرها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد.
وعلى سبيل المثال في مجال التنمية الاقتصادية تعمل القبائل كوسيلة لتعزيز الاستثمار المحلي وتشجيع ريادة الأعمال في المناطق المحلية، حيث تتيح هذه الهياكل الاجتماعية للأفراد فرصاً لنقل استثماراتهم الى أماكن قبائلهم ما يعزز نمو الاقتصاد المحلي ويقلل من مستويات الفقر.
وأشار ياسين سعيد في تصريح لـ«الاتحاد» إلى دور القبائل في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي من خلال توفير هياكل تنظيمية وقيادية تعتبر مركزاً لحل النزاعات المحلية وتعزيز التفاهم بين الأفراد، مشيراً الى دورها الحيوي في الحفاظ على التقاليد والقيم الثقافية، مما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتعايش السكان.
وعلى مدار سنوات طويلة واجهت الدولة الصومالية جماعات متطرفة أدت إلى تأخير عجلة التنمية والتطور داخل الدولة الأفريقية المليئة بالخيرات، ما دفعها في النهاية لطلب الدعم الإقليمي والدولي للتخلص من الجماعات الإرهابية التي حاولت الاستئثار بالموارد الطبيعية مستغلة ضعف التسليح.
ونجحت الصومال مؤخراً في إعادة تصدير السلاح من جديد إلى مقديشو والمؤسسات الرسمية ما يعد تطوراً كبيراً خلال العقد الأخير يوضح حجم التغيرات التي طرأت على الواقع الصومالي بفضل التجمع القبلي الوطني، حسبما يشير محللون.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية الصومالي حسن شيخ أن البلاد قائمة على وجود القبائل كمكون رئيس في بقاء الدولة واستمرارها في مواجهة الأزمات، مضيفاً أن القبائل الصومالية تحظى بأهمية كبيرة من الناحية السياسية، حيث تمتلك تأثيراً كبيراً في صنع القرار وتشكيل الحكومات الفيدرالية والولايات يمكن أن يكون لتمثيلها في المؤسسات الحكومية دور محوري في تعزيز المشاركة المجتمعية وضمان توازن السلطة، كما أعطى الصومال نوعاً من الاستقرار السياسي والتداول السلمي للسلطة. 
وأوضح حسن شيخ في تصريح لـ«الاتحاد» أن القبائل تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية والتنمية في الصومال، وإدراك أهمية الهياكل الاجتماعية والاقتصادية وكيف يمكن أن تسهم في صياغة سياسات فعّالة لتحقيق التنمية المستدامة وضمان الاستقرار على المدى الطويل.