أحمد مراد (عدن، القاهرة)
تسببت الاعتداءات والانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي طوال السنوات التسع الماضية في خلق أزمات معيشية حادة يعانيها ملايين اليمنيين، على رأسها انعدام الأمن الغذائي، حيث تصر الجماعة على وضع العديد من القيود أمام حركة السلع الغذائية، وبحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن ثلث السكان يواجهون خطر المجاعة.
وحذرت 22 منظمة إنسانية دولية تعمل في اليمن من حدوث اضطرابات اجتماعية بسبب تعليق توزيع المساعدات الأممية، وهو القرار الذي جاء بسبب تعنت الحوثي، ما يؤثر على ملايين اليمنيين الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحوثي.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، أن جماعة الحوثي تساهم بشكل متعمد في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، بسبب تعنتها ورفضها التعاون مع الجهات الدولية والأممية إلا وفق شروطها التعجيزية، وتطبيق سياسة العقاب الجماعي ضد ملايين اليمنيين، وتقطيع أوصال المحافظات.
وحذرت تقارير أممية أصدرها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من خطورة استمرار العوائق والقيود التي تفرضها جماعة الحوثي أمام وصول المساعدات الإنسانية، وحجبها عن نحو 5.4 مليون يمني بسبب القيود التي تشكل التحدي الأكثر أهمية للعمل الإنساني في اليمن.
وذكر المحلل السياسي اليمني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مئات الأسر تعيش أزمات ومعاناة شديدة، مع عدم تمكنها من توفير الخبز، مع قيام جماعة الحوثي بتعمد التضييق على اليمنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن قبل أيام تعليق المساعدات الغذائية في تلك المناطق بعد مفاوضات غير ناجحة مع الحوثيين؛ بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن تخفيض المساعدات الغذائية عن 3 ملايين شخص، وهي المفاوضات التي استمرت ما يقارب العام، حيث أدى النقص في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية إلى إعادة النظر في توزيع المساعدات، والتركيز على الفئات الأكثر ضعفاً.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن جماعة الحوثي لا تتورع عن اللجوء إلى أي حيلة أو وسيلة تخدم مصالحها الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب حياة ملايين اليمنيين الذين باتوا محاصرين بين معضلتي الجوع والفقر، وهو ما يجعلهم عاجزين عن تلبية أبسط الاحتياجات المعيشية لأسرهم وأطفالهم، وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» في مايو الماضي عن أن ما يقارب 6 ملايين طفل يمني على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة.
وقال الطاهر في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الجماعة الحوثي تتعمد تجويع وإفقار الشعب اليمني، وحجب المواد الغذائية الأساسية، وهو ما جعل شبح انعدام الأمن الغذائي يطارد ثلث اليمنيين، ما يجسد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، والمؤسف أن الأزمة مرشحة للتفاقم خلال الفترة المقبلة في ظل الإصرار الحوثي على التصعيد واغتيال فرص السلام.
ويتوقع برنامج الأغذية العالمي أن يشهد اليمن ارتفاعاً حرجاً في مستوى انعدام الأمن الغذائي، لا سيما بعد ارتفاع مستوى عدم كفاية استهلاك الغذاء لدى العائلات بمتوسط نقطتين مئويتين خلال أغسطس الماضي، ليصل إلى 51.5%، وكان قد بلغ قبل ذلك بشهر نحو 49.5%.