الخرطوم (الاتحاد)
قتل عشرات المدنيين في الخرطوم وأم درمان، فيما تعرضت أكبر مصفاة نفط في السودان لدمار كامل، مع تصاعد حدة القتال المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وتزايدت وتيرة الاشتباكات بشكل ملحوظ في عدة مناطق من مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، مما أدى إلى مقتل أكثر من 30 مدنياً من بينهم 3 أسر على الأقل. وشهدت مناطق جنوب الخرطوم وأحياء وسط وغرب أم درمان اشتباكات بالأسلحة الثقيلة، وعمليات قصف عنيفة.
وقال شهود عيان: إن 8 أفراد من أسرتين قتلوا في أم درمان بعد تعرض منزلهم للقصف، مشيرين إلى أوضاع مأساوية يعيشها العالقون في أحياء وسط المدينة، وسط ظروف أمنية خطيرة وشح كبير في الغذاء والمياه وانقطاع التيار الكهربائي.
وأدى القتال المستمر في السودان منذ منتصف أبريل الماضي، إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وتهجير نحو 7 ملايين من منازلهم حتى الآن.
وقال شهود عيان: إن قصفاً مدفعياً مكثفاً استهدف مقر القيادة العامة للقوات المسلحة شرق العاصمة وسلاح الإشارة في مدينة «بحري».
وأشار الشهود إلى أن القوات المسلحة شنت ضربات بالمدفعية على مواقع وتمركزات قوات الدعم السريع في أحياء وسط وشرق الخرطوم ووسط وجنوب أم درمان. ومع احتدام القتال، تعرضت مصفاة النفط الواقعة في مدينة «الجيلي» على بعد نحو 70 كيلومتراً شمالي الخرطوم لقصف للمرة الرابعة منذ اندلاع الأزمة، مما تسبب في تدميرها بالكامل.
وتعتبر مصفاة «الجيلي» الأكبر في السودان، وتنتج نحو 100 ألف برميل يومياً وتلبي معظم احتياجات البلاد من النفط المكرر، ويتم تصدير الفائض منها عبر ميناء «بشير» على البحر الأحمر عبر خط أنابيب بطول 1610 كيلومترات.
وانضمت المصفاة إلى أكثر من 120 منشأة حيوية تعرضت لدمار شامل أو جزئي خلال الأزمة، بينما تبادل طرفا القتال الاتهامات بشأن المسؤولية عن ذلك.
واتهمت قوات الدعم السريع، أمس، القوات المسلحة بقصف مصفاة النفط، فيما نفى العميد نبيل عبد الله، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، ما وصفه بـ«ادعاءات قوات الدعم السريع الباطلة» بشأن استهداف مصفاة «الجيلي».
وقبل عدة أيام، قررت الوساطة السعودية - الأميركية في «منبر جدة» تعليق المفاوضات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى أجل غير مسمى بعد إخفاق الأطراف في تنفيذ إجراءات بناء الثقة وإنهاء الوجود العسكري في المدن الرئيسة.