شعبان بلال (رفح) 

نجحت جهود الوساطة المصرية - القطرية بالتعاون مع الولايات المتحدة بتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة لمدة يومين إضافيين، لوقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإغاثية وتبادل الأسرى، وذلك بعد انتهاء الهدنة الأولى أمس، والتي كانت مدتها 4 أيام. 
وتشمل الهدنة الممتدة، بدايةً من اليوم الثلاثاء، الإفراج يومياً عن 10 من الرهائن الإسرائيليين في غزة من النساء والأطفال مقابل 30 أسيراً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية، ما يجعل إجمالي المفرج عنهم في يومي الهدنة الممتدة، 20 إسرائيلياً مقابل 60 فلسطينياً.
وسيستمر خلال اليومين الممتدين للهدنة، وقف إطلاق النار في كل قطاع غزة، ودخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود، وحظر الطيران الإسرائيلي في أجواء القطاع. 
وأعلن مسؤول في البيت الأبيض، أمس، موافقة إسرائيل والفلسطينيين على تمديد الهدنة المؤقتة دون تقديم مزيد من التفاصيل. وقال: «نأمل أن يكون هناك أميركيون من بين 20 رهينة سيتم إطلاق سراحها بعد ذلك». 
ورأى خبراء ومحللون سياسيون ضرورة استمرار الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف دائم لإطلاق النار، مشددين على ضرورة ألا تكون الهدنة مرتبطة فقط بتبادل الأسرى لكن يجب أن يكون هناك أسس أقوى لهدنة دائمة. 
وأوضح المحلل السياسي الأردني الدكتور عامر السبايلة، أن هذه الهدنة هي هدنة تحرير الأسرى ومحاولة استثمار هذه الورقة عبر تقسيم الرهائن على أيام، مضيفاً أن التوصل إلى هدنة دائمة يعتمد على قدرة الوسطاء للانتقال إلى هدنة تبنى على أسس أكثر صلابة من ورقة الرهائن التي ستصل إلى مشارف نهايتها خلال أيام. 
وشدد السبايلة لـ«الاتحاد»، على ضرورة البحث الآن عن صيغة اتفاق أقوى للتوصل لهدنة دائمة، موضحاً أن عدم قدرة إسرائيل على الوصول إلى نقطة مواجهة حاسمة مع الفلسطينيين خلال أيام الحرب تمثل خسارة بالنسبة لها ما سيرفع سقف طلباتها بشكل كبير حتى توافق على هدنة دائمة. 
وتوقع السبايلة أن يتم فرض واقع جديد في غزة في حال التوصل لاتفاق وقف دائم لإطلاق النار، سواءً على مستوى التموضع الجغرافي وشكل الإدارة المدنية في غزة وغيرها من القضايا المرتبطة بغزة في المستقبل. 
من جانبه، رأى المحلل الاستراتيجي السعودي العميد عبد الله العسيري، أن إسرائيل تبحث خلال الهدنة عن الأهداف التي حققتها وتدرس المعطيات، وبناءً عليها سيتم تحديد موقفها من استكمال العمليات العسكرية أو الموافقة على وقف إطلاق النار.
وأشار العسيري في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن هذه الهدنة فرصة أخيرة لإسرائيل للتوقف عن العمليات العسكرية والوقوف على ما تم تحقيقه، لافتاً إلى أن الفصائل الفلسطينية لديها خطط في حال استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية. 
وتابع: «هذه الهدنة قد تكون بدايةً لإنهاء الصراع، خاصة وأن هناك جهوداً دبلوماسية وسياسية تقوم بها حكومات العالم العربي والإسلامي للضغط على دول المتحالفة مع إسرائيل لوقف هذه الحرب والرجوع إلى طاولة المفاوضات وقبول السلام». 
وفي السياق ذاته، رأى الدكتور تيسير أبو جمعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين، أن الوضع الإنساني في غزة يستدعي هدنة كبيرة ودائمة، موضحاً أن القطاع يعاني من انعدام أي خدمات من مياه وكهرباء ووقود، وهناك ضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع وكذلك جرحى يحتاجون للعلاج وعائلات محاصرة لا تستطيع الخروج وتحتاج إلى المساعدات.