أحمد مراد (عدن، القاهرة)
أكد مجلس القيادة الرئاسي في اليمن التزامه للمُضي قدماً في مسار السلام لإنهاء الحرب في البلاد، مشيراً إلى احتفاظه بكل الخيارات لمواجهة تعنّت جماعة الحوثي، ومجدداً التأكيد على أن نجاح مسار السلام مرهون بوجود عملية سياسية تناقش قضايا الصراع المحورية.
وأكد عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي، خلال لقائه أمس، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن ستيفن فاجن، أن المجلس جاهز للمُضي قدماً في مسار السلام لإنهاء الحرب في البلاد.
وأشار الزبيدي إلى أن مجلس القيادة سيواصل تفاعله الإيجابي مع مختلف الجهود المبذولة إقليمياً ودولياً لإحلال السلام، في الوقت الذي يحتفظ فيه المجلس بكل الخيارات لمواجهة تعنّت جماعة الحوثي.
وجدد الزُبيدي تأكيده أن جماعة الحوثي لا تؤمن بالسلام، وليس لديها نيّة للانخراط في عملية سياسية حقيقية، وتراهن على كسب الوقت لمواصلة حربها الرامية لتحقيق أجندتها الخارجية.
كما جدد الزُبيدي تأكيده على أن نجاح مسار السلام في اليمن مرهون بوجود عملية سياسية تناقش قضايا الصراع المحورية في البلد.
وشدد الزبيدي على أهمية تعزيز دعم ومساندة المجتمعين الإقليمي والدولي لمجلس القيادة الرئاسي وجهوده الهادفة لإنعاش الاقتصاد، ومعالجة الأوضاع المعيشية في المناطق المحررة.
وتواصل جماعة الحوثي ممارساتها العدوانية ضد اليمنيين عبر شن العديد من الهجمات على المناطق المأهولة بالسكان ومخيمات النازحين، في تحدٍ سافر للجهود الأممية والدولية الرامية إلى إحياء فرص السلام في اليمن.
واعتبر المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، أن الاستهدافات الحوثية المتكررة للمدنيين والنازحين تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الجماعة الانقلابية لا ترغب في السلام، ولا يهمها تحقيق الاستقرار وتسعى فقط إلى تحقيق مصالحها في تثبيت سلطتها عبر سياسة فرض الأمر الواقع.
وقال بن لعسم لـ«الاتحاد» إن الهجمات الحوثية المستمرة تُعرض حياة ملايين المدنيين والنازحين للخطر، وتفاقم الأزمات الإنسانية، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ مواقف حازمة وحاسمة ضد انتهاكات الحوثي، لا سيما أن القوانين والأعراف الدولية تجرم هذه الممارسات.
وحذر المحلل السياسي اليمني من خطورة الممارسات الحوثية التي تؤدي إلى تقويض جهود التهدئة، وتغتال أي فرصة للسلام تلوح في الأفق، وبالتالي لا بد من محاسبة القيادات الحوثية على هذه الجرائم من خلال آليات العمل الدولي، مشيراً إلى أن تغاضي منظمات المجتمع الدولي عن محاسبة الحوثيين يدفعهم إلى تكرار هذه الجرائم.
بدوره، أوضح المحلل السياسي اليمني صالح أبو عوذل، أن استهداف المناطق السكنية ومخيمات النازحين بالصواريخ والمدفعية والطيران المسير ليس بالأمر الغريب على جماعة الحوثي التي تمارس العنف مثل تنظيمي «القاعدة» و«داعش».
وسبق أن وثقت تقارير حقوقية نحو 2263 عملية استهداف وقصف بالصواريخ والمدفعية والطيران المسير شنتها جماعة الحوثي على محافظة مأرب خلال الفترة من أكتوبر 2014 وحتى فبراير 2022، وأدت إلى مقتل 788 مدنياً وإصابة 1528 آخرين.
وقال أبو عوذل لـ«الاتحاد» إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننظر إلى الحوثي على أنها جماعة يمكن أن تقيم سلطة أو دولة، وإنما هي جماعة طائفية لا تسعى إلى سلام أو استقرار، ولا تُعير القوانين الدولية والاتفاقيات أي اهتمام، وبالتالي تستمر في تعنتها وممارساتها العدوانية، ما دامت لا تجد رادعاً.