دينا محمود (مقديشو، لندن)

في الوقت الذي يترقب فيه الصوماليون قراراً محتملاً من مجموعة «شرق أفريقيا» بقبول حصول بلادهم على عضويتها الدائمة، يتساءل خبراء متخصصون بالشأن الأفريقي عما إذا كان انضمام الصومال المنتظر لهذا التكتل الإقليمي، سينعكس إيجاباً على الوضع الأمني والاقتصادي في أراضيه، خاصة على ضوء تسارع وتيرة هجمات حركة «الشباب» الإرهابية، على مدار الشهور القليلة الماضية.
وتكتسب هذه التساؤلات أهميتها، في ظل تصاعد المخاوف على الساحة الصومالية، من أن يقود الانسحاب التدريجي، الذي تنفذه حالياً قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي «أتميس» من البلاد، إلى حدوث فراغ أمني، تستغله تلك الحركة التابعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، والتي لا تزال تسيطر على الكثير من المناطق.
وأشار الخبراء، إلى أنه قد يكون بمقدور مجموعة «شرق أفريقيا» المؤلفة من 7 دول، أن تساعد السلطات في مقديشو، على التعامل مع أي ثغرات أمنية، تنجم عن إكمال «أتميس»، البالغ قوامها قرابة 17.5 ألف عنصر، انسحابها الذي بدأ في يونيو الماضي، ويُنتظر أن يكتمل بنهاية العام المقبل، بموجب قراريْ مجلس الأمن الدولي رقميْ 2628 و2670.
ولكن ذلك يبقى رهناً بأن تحسم المجموعة، في قمتها المقررة في ديسمبر المقبل، موقفها من طلب الانضمام المقدم إليها من الصومال منذ 11 عاماً كاملة، ما سيجعل هذا البلد العضو الثامن فيها، إلى جانب كينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا وبوروندي وجنوب السودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وبحسب الخبراء الذين تحدثوا لموقع «هيد توبيكس» الإلكتروني، قد يفتح هذا الانضمام المتوقع، الباب للتساؤل حول مدى استعداد تلك الكتلة الإقليمية، للعمل على ضمان السلام والأمن والاستقرار لشعوب بُلدان المنطقة، بما فيها الصومال، وقدرتها على اتخاذ إجراءات عملية على ذلك الصعيد أيضاً.
ويحذر الخبراء، من أن الفوائد المتنوعة التي قد تعود على الصومال من وراء حصوله على عضوية مجموعة «شرق أفريقيا»، لا تنفي استمرار المشكلات الأمنية العميقة التي يعاني منها، من جراء تكثيف حركة «الشباب» عملياتها الدموية، بما دفع السلطات في مقديشو، إلى تقديم طلب رسمي مؤخراً، لتعليق عملية انسحاب «أتميس»، دون أن يلقى ذلك تجاوباً أممياً معلناً حتى الآن.
وبحسب مراقبين، قد تأمل السلطات الصومالية في أن تنال، حال الانضمام لتلك المجموعة الإقليمية، دعم دولها اللوجيستي والعسكري للحملة التي تشنها القوات الحكومية والعشائر ضد إرهابيي «الشباب» منذ أغسطس من العام الماضي، وذلك وسط مؤشرات تفيد بأن المرحلة الثانية للحملة، تواجه كثيراً من التحديات، على خلاف ما تحقق خلال مرحلتها الأولى، من مكاسب ميدانية.