نيويورك (الاتحاد)

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة مساندتها لجهود الأمم المتحدة لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي وإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرةً إلى أن وجود نظام وطني قوي للمساءلة يعد السبيل الأمثل لتعزيز سيادة القانون ومكافحة الإفلات من العقاب. وقالت الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، أمس، ألقاه محمد العلماء، من البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، إن الشعب الليبي لا يزال يعاني آثار الدمار الهائل الذي تسببت به الفيضانات العارمة التي ضربت البلاد في سبتمبر الماضي، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي بحث أفضل السبل لمساعدة ليبيا على التعافي، مع النظر في إمكانية البناء على روح التضامن والوحدة التي تجلت بين أبناء الشعب الليبي في أعقاب هذه الكارثة لاستعادة زخم العملية السياسية، والتوصل إلى تسوية سلمية، بقيادة وملكية ليبية، يكون أحد أركانها الأساسية المساءلة وتحقيق العدالة الانتقالية.
وقال البيان: «نشدد هنا على أن الدول تتحمل المسؤولية الأساسية في منع ومكافحة الجرائم المرتكبة على أراضيها، ضمن إطار ولايتها القضائية، بما في ذلك الجرائم الفظيعة، فوجود نظام وطني قوي للمساءلة يعد السبيل الأمثل لتعزيز سيادة القانون، ومكافحة الإفلات من العقاب، وتوفير الرعاية للضحايا».
واعتبر البيان أن تكثيف التواصل بين مكتب المدعي العام والسلطات الوطنية الليبية من التطورات المشجعة التي تتماشى مع مبدأ التكامل الأساسي في المحكمة الجنائية الدولية، مشدداً على أهمية استمرار هذا التعاون مع السلطات الليبية المعنية وتوطيده من خلال التواصل والحوار.
وقال: «مسألة التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد المهاجرين أولوية مهمة للمحكمة الجنائية الدولية، على أن تُجرى هذه التحقيقات المهمة من خلال التعاون النشط مع السلطات الوطنية الليبية ودعم جهودها المحلية بقوة، ونرى أيضاً أن تعزيز التعاون على المستوى الدولي وعن كثب يعد ضرورياً لتفكيك الشبكات الإجرامية المنظمة العابرة للحدود الوطنية، والتي تقوم باستغلال المهاجرين والنازحين، سواء في دول المصدر أو المقصد أو العبور».
وفي ختام البيان، أكدت دولة الإمارات مساندتها للجهود الأممية المبذولة لدعم ليبيا، معبرةً عن أملها بأن تتضافر المساعي لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي وإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تحقيق السلام
حول تطورات الأوضاع في غزة، قال بيان الإمارات: إن «تحقيق السلام في المنطقة لن يكون ممكناً من دون وقف الحرب الدامية على قطاع غزة، والتي يتحمل وطأتها النساء والأطفال، وتهدد بتوسع رقعة النزاع في المنطقة في ظل ما نشهده من تصاعد التوترات في أرجائها».