نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، التزامها بدعم جهود السلام والاستقرار كافة في منطقة «أبيي»، مشددةً على أهمية تمكين «الآلية المشتركة لرصد الحدود» بين دولتي السودان وجنوب السودان في أداء عملها في ضوء ما تشهده المنطقة من تصاعد في الاضطرابات.
وقالت الإمارات، أمس، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، ألقته سارة العوضي، سكرتير ثانٍ بالبعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة: «إن تمكين (الآلية المشتركة لرصد الحدود والتحقق منها) من أداء عملها يعد ضرورة قصوى، في ضوء ما تشهده المنطقة من تصاعد في الاضطرابات التي تهدد بتعقيد الجهود الهادفة إلى إحراز تقدم ملموس في تسوية الوضع النهائي لمنطقة (أبيي) والمسائل المرتبطة بالحدود».
وأشارت إلى أن هذا الأمر يستوجب حماية موظفي «الآلية» لمواصلة عملهم المهم، خاصةً في ظل ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الثغرات الأمنية على طول المنطقة الحدودية، والتي لا تتماشى مع اتفاق عام 2011 بشأن إبقاء منطقة «أبيي» منزوعة السلاح.
وقالت: «نرى أهمية استمرار تنسيق العمل وتبادل المعلومات بين بعثة (يونيسفا) وبعثة (يونيتامس) وبعثة (أونميس) لتعزيز الجهود في معالجة المسائل ذات الاهتمام المشترك، ومنها أمن الحدود والتنقل الرعوي».
وشدد البيان على أهمية التركيز على حماية التقدم المحرز بشأن «أبيي» والعمل نحو استئناف الحوار فور تهيئة الظروف المناسبة لذلك، مما يقتضي كذلك تعاوناً وثيقاً بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية كالاتحاد الأفريقي والإيغاد.
وقال: «لا بد أن تقترن جهود خفض التوترات بين المجتمعات مع تحسين سبل العيش، لبسط الأمن والاستقرار على المدى البعيد في منطقة أبيي، إذ أثمرت الجهود الأخيرة خفض مستويات العنف والاشتباكات بين المجتمعات، إلّا أننا ننوّه بأن دوّامة العنف والاشتباكات بين المجتمعات لا تزال مستمرة».
وأدان البيان في هذا السياق عمليات قتل المدنيين، وكذلك أعمال العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس.
وأضاف: «إن هذه التحديات تتطلب استمرار جهود تعزيز قدرات لجان حماية المجتمعات المحلية ولجان الحماية المشتركة على تحديد مؤشرات الإنذار المبكر، لأهمية ذلك في تعزيز سيادة القانون في أبيي، ولا بد أيضاً من معالجة مخاوف الناجين من العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس من خلال مكتب بعثة (يونيسفا) المعني بالشؤون الجنسانية».
وأردف: «نشجع البعثة على مواصلة تعزيز الحوار والتعايش السلمي بين المجتمعات، من خلال التواصل مع القادة التقليديين والسلطات المحلية والشباب والنساء لنزع فتيل التوترات والتصدي للتعصّب وحشد الدعم من أجل السلام، وذلك تماشياً مع القرار 2686 لعام 2023».
وأكد البيان أهمية مواصلة منظومة الأمم المتحدة الاضطلاع بدورها الحيوي في تنسيق جهود السلام والأنشطة الإنسانية في منطقة «أبيي»، مشيراً إلى أن الجهود التي تبذلها الدول المساهمة بالقوات تستحق الثناء، لاسيّما من ناحية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وقال: «في هذا السياق، تدين دولة الإمارات جميع الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام وتلك التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، ونشجع البعثة على مواصلة تنفيذ المشاريع سريعة الأثر لدعم المجتمعات المحلية في جميع أنحاء المنطقة».
وفي ختام البيان، عبرت الإمارات عن تطلعها لإجراء مناقشات بناءة مع أعضاء مجلس الأمن بشأن ولاية بعثة «يونيسفا»، مؤكدةً التزامها بدعم جهود السلام والاستقرار كافة في منطقة «أبيي».