شعبان بلال (الخرطوم، القاهرة)

ارتفعت معدلات الإصابة بحمى الضنك والكوليرا في  مناطق عدة بالسودان نتيجة الأزمة الممتدة منذ أكثر من 7 أشهر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، فيما أشار خبراء ومتخصصون إلى أن معدلات الإصابة تضاعفت خلال الأسابيع الأخيرة بسبب نقص الإجراءات الاحترازية وتراجع الجهود الحكومية والأممية لمواجهة الأوبئة التي تنشط في هذه الفترة من كل عام. واعتبر الباحث السياسي السوداني عثمان عبد الحليم أن «الأزمة لها تأثير مباشر في انتشار حمى الضنك والكوليرا، لأن الخرطوم هي أساس الخدمات اللوجستية والطبية التي تقدم لسكان الولايات المختلفة في مواجهة هذه الأمراض وغيرها من الخدمات في المجال الصحي، خاصة أن هذه الفترة هي موسم سنوي لانتشار حمى الضنك والكوليرا بسبب الأمطار، وكانت الجهات الحكومية خاصة المركز القومي لمكافحة الأوبئة والأمراض تتخذ تدابير منتظمة بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لمواجهة تلك الأمراض، لكن جميع تلك الجهات خرجت عن الخدمة بسبب الأحداث».
وأوضح عبدالحليم في تصريح لـ«الاتحاد» أن انتشار الأمراض يتزايد بسبب ضعف جهود المكافحة، بالإضافة إلى ارتفاع الكثافة السكانية في المناطق التي تنتشر فيها حمى الضنك في شرق السودان وبعض المناطق في الغرب بسبب نزوح بعض سكان العاصمة إليها ما فاقم الوضع الإنساني الذي يواجه بالفعل أزمة بالغذاء والدواء.
من جانبها، اعتبرت الباحثة السياسية السودانية أسمهان إبراهيم في تصريح لـ«الاتحاد» أن «حمى الضنك» من الأمراض المتوطنة في السودان ولكنها عادة تتركز في الولايات الحدودية وكذلك الكوليرا مرض موسمي يتفشى في فصل الخريف، وكان السودان قبل الأزمة يواجه تحديات صحية كبيرة، بالإضافة إلى سحب الدعم التنموي بعد عام 2021 الذي ألقى بظلاله على القطاع الصحي ما وصفته منظمة الصحة العالمية بافتقاد البلاد للبنية التحتية اللازمة.
وبلغ عدد ضحايا «حمى الضنك» 1256 حالة وفاة في 8 ولايات بحسب وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، الذي أكد معاناة القطاع الصحي بسبب الأزمة، مما يستدعي بذل المزيد من الجهود لمكافحة الأوبئة الفتاكة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة تماضر الطيب، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن هناك أسباباً عدة وراء انتشار الكوليرا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض المرتبطة مع هطول الأمطار، أهمها تردي النظام الصحي، خاصة في الولايات.
وأوضحت أن نزوح آلاف الأشخاص للولايات الآمنة التي تعاني من انعدام الإمكانات الصحية وعدم وصول المساعدات الطبية وعدم توافر الأدوية وجاهزية المستشفيات، أسهم في زيادة معدلات المرض.