نيويورك (الاتحاد)

أكدت دولة الإمارات أهمية دور البعثات السياسية الخاصة في حل النزاعات ومنعها لتعزيز السلام والأمان العالميين، داعية إلى دعمها وتعزيز كفاءتها لتحقيق أهدافها وتعزيز السلام والاستقرار في المناطق المعنية، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ضمان مشاركة فعالة للمرأة في ولايات هذه البعثات.
وقالت الإمارات، أمس، في بيان ألقته مريم السركال، ملحق دبلوماسي ببعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة، في اجتماع اللجنة الرابعة: «تمثل البعثات السياسية الخاصة للأمم المتحدة أداة مهمة لتحقيق الاستقرار والسلام في مناطق مختلفة من العالم». 
وأضافت مريم السركال: «هناك حوالي 40 بعثة سياسية خاصة حول العالم تعمل على مهام مختلفة كحماية المدنيين وبناء السلام، وحل النزاعات وإعادة التأهيل في المناطق المتأثرة بالصراعات والحروب»، مشيرة إلى أن هذا العدد يعكس على أهمية هذه البعثات ودورها في تعزيز الأمن وتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي والنمو الاجتماعي وصولاً إلى الاستدامة البيئية ويمكّن الدول المتأثرة من الازدهار.
وفي السياق، أشادت بدور المكسيك وفنلندا الفعّال كميسرين لمشروع القرار المتعلق بالبعثات السياسية الخاصة خلال دورة الجمعية العامة رقم 78.
وتابعت مريم السركال، خلال البيان: «انخرطت الإمارات خلال عضويتها في مجلس الأمن لعام 2022 و2023 في العديد من المناقشات المتعلقة بالبعثات السياسية الخاصة، واطلعت عن قرب على تفاصيل عملها وما تقدمه العديد من هذه البعثات من قيمة مضافة عبر دعمها للحكومات والشعوب في جهودهم المتعلقة بحل النزاعات، وإرساء الأمن، إلى جانب الدفع قدماً بالعمليات السياسية». 
وعلى وجه الخصوص، أشادت بالدور الذي تقوم به البعثات المختصة في منع الصراعات مثل مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ومكتب الأمم المتحدة الإقليمي في وسط أفريقيا والبعثات المعنية بحل الصراعات من خلال تسهيل الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة كبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والتي تدعم مسار التسوية السياسية الشاملة في ليبيا بقيادة الأشقاء الليبيين الذين يتولون زِمامَ أمورِها. 
كما أشارت مريم السركال إلى الدور المهم للبعثات في تحقيق التعافي والاستقرار بعد النزاعات ومنها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، يونامي، والتي كان لها دور هام خلال السنوات العشرين الماضية في دعم العراق في مسيرته نحو التعافي وبناء مستقبل مزهر.
وشددت على ضرورة قيام البعثات السياسية الخاصة برصد خطاب الكراهية والعنصرية وأعمال التطرف، لدوره الكبير في نشوب النزاعات وتفاقمها، ملمحة إلى أن هذا القرار أقره مجلس الأمن حين اعتمد في يونيو الماضي قراره التاريخي رقم ألفين وستمائة وستة وثمانين، بشأن التسامح والسلم والأمن الدوليين، ضمن مبادرة لعبت بها كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة دوراً رائداً. ولفتت مريم السركال إلى وجود تحديات كبيرة على الرغم من الجهود التي تبذلها هذه البعثات، فأحد هذه التحديات هو التعقيد السياسي والأمني في المناطق التي تنشط فيها تلك البعثات، حيث إنه في العديد من الحالات هناك صراعات وتوترات تتطلب توجيه الجهود نحو تحقيق التوافق بين الأطراف المتنازعة. وتابعت: «من المهم مراعاة الأوضاع والظروف الفريدة لكل منطقة لتقديم الدعم الضروري بشكل فعّال، ويتطلب ذلك فهماً كاملاً للمنطقة المعنية تاريخياً وجغرافياً واجتماعياً لتتمكن البعثة من تحقيق أهدافها المحددة خلال جدول زمني واضح». 
وفي هذا السياق، شددت مريم السركال على أهمية ضمان مشاركة النساء بشكل فعال في البعثات السياسية الخاصة، ومن جانب آخر، من المهم ألا تغفل ولايات البعثات السياسية عن احتياجات النساء في المجتمعات المضيفة. 
وأضافت مريم السركال: «في عام 2021، أبرمت الإمارات وإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة اتفاقية تدعم مالياً جهود إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام لمساعدة الدول الأعضاء في منع الصراعات والحفاظ على السلام، وذلك للتركيز على الإدماج الكامل والمتساوي والهادف للمرأة في جميع العمليات السياسية وعمليات السلام». 
وتابعت: «أينما وجدت هذه البعثات السياسية الخاصة لا بد من أن تحترم السيادة الوطنية التي تعمل فيها وذلك من خلال التنسيق الكامل مع الدول المضيفة والدول المتأثرة والمنطقة الإقليمية».