دينا محمود (لندن واشنطن)
رحبت دول «الترويكا»، (أميركا وبريطانيا والنرويج)، بنتائج الاجتماع الذي اختتمته القوى السياسية والمدنية السودانية في أديس أبابا أمس الأول، واعتبرته «خطوة مهمة» لتشكيل جبهة مدنية شاملة مؤيدة للديمقراطية في السودان.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن «الترويكا ترحب بالاجتماع الذي عقد هذا الأسبوع في إثيوبيا لمجموعة واسعة من الجهات الفاعلة المدنية السودانية»، مشيرة إلى أن هذا التجمع يعكس «التزام الشعب السوداني بمستقبل ديمقراطي».
وأعرب البيان عن أمل الترويكا أن يؤدي التوافق الذي تم التوصل إليه في أديس أبابا إلى «التزام جماعي بعقد تجمع أكبر يضم تمثيلاً أكثر تنوعاً من السودان في الأشهر المقبلة».
ودعا الأطراف السودانية إلى «البحث عن مجالات التقارب وتشكيل جبهة مدنية قوية مؤيدة للديمقراطية، يمكنها البدء في عملية لمعالجة القضايا الانتقالية، والتوصل إلى إجماع وطني للضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال، وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية للمحتاجين».
واعتبر مسألة تأمين حكومة مدنية انتقالية بعد الصراع «أمراً بالغ الأهمية» لاستئناف تقدم السودان نحو الديمقراطية، مؤكداً أن ذلك يتطلب مشاركة واسعة من السودانيين من جميع أنحاء البلاد.
وأمس الأول، اختتمت القوى السياسية والمدنية السودانية اجتماعها في العاصمة الإثيوبية بالاتفاق على هيكل تنظيمي يشمل هيئة قيادية برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك.
وبعد أقل من أسبوعين من إطلاق مسؤولين أمميين تحذيراً شديد اللهجة، من أن الاقتتال الحالي في السودان، زج بهذا البلد في أحد «أسوأ الكوابيس الإنسانية في التاريخ الحديث»، أكد مهنيون ونشطاء سودانيون، أن المعارك التي دخلت شهرها الـ7، غيَّرت وجه وطنهم، على نحو غير مسبوق، منذ استقلاله في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
وبحسب نشطاء، أدت المواجهات التي أوقعت 9 آلاف قتيل، وأجبرت نحو 5.6 مليون نازح، إلى إضفاء «طابع عسكري» على المجتمع السوداني نفسه، وذلك وسط تفاقم حالة الاستقطاب، بين طرفيْ الصراع.
وحذر النشطاء، من أن هذه التأثيرات تلقي بظلالها بشكل أكبر على الشرائح الهشة في المجتمع، خاصة النساء والأطفال.
فعدد من النسوة السودانيات، تعرضن على مدار الشهور الستة الماضية، لتهديدات وأعمال عنف، أما الصغار، فقد تأثروا بشدة بـ «عسكرة» الأجواء على الساحة السودانية، خاصة أن الأطراف المتنازعة، تحاول استمالتهم واستمالة أسرهم.
في الوقت ذاته، أكد أطباء سودانيون، أن القطاع الصحي المتهالك من الأصل، تضرر وأصبح على شفا الانهيار، وذلك بعدما توقفت المستشفيات الكبيرة في العاصمة الخرطوم والعديد من المدن عن العمل، ودُمِرَت مرافق طبية أخرى، سواء كانت حكومية أو خاصة، بجانب تعرض مئات الصيدليات، للتدمير أو النهب منذ بدء الأزمة.
وأشار الأطباء كذلك، إلى أن استمرار المعارك، منذ منتصف أبريل الماضي، حَرَمَ المنشآت الصحية، من الأدوية والمستلزمات الأساسية، مؤكدين أن حالة الفوضى الحالية، تقود أيضاً إلى تقليص قدرة الأطقم الطبية، على القيام بعملها.
من جهة أخرى، أبرز الموقع الإلكتروني لمحطة «دبليو سي بي يو» الإذاعية الأميركية، تحذيرات من أن تفضي الأزمة السودانية الحالية، إلى حدوث مجاعات في مناطق مثل إقليم دارفور، وذلك بسبب شح الأمطار خلال الشهور الماضية من جهة، وتقلص الأراضي المزروعة جراء المعارك من جهة أخرى، وهو ما سيفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي القائمة الآن بالفعل.