نيويورك (الاتحاد)

أكدت الإمارات أهمية دعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، داعية إلى اتباع نهج عاجل وشامل، يركز على منع تصاعد العنف، ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاع، وأن تظل حماية المدنيين في صدارة أي استجابة أمنية.
وقالت الإمارات، أمس، في بيان أمام جلسة لمجلس الأمن، ألقته مها حرقوص سكرتير أول في بعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة: «لقد شهدت هذه الفترة مواصلة الجماعات المسلحة أنشطتها التي تُلحِق الأذى بالمدنيين في كافة أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى، لاسيما في شرق البلاد، كما أن الاستخدام المتزايد للذخائر المتفجرة يتسبب بأضرارٍ جسيمة على المجتمعات ويعيق جهود حماية المدنيين»، مطالبة بأهمية أن تظل حماية المدنيين في صدارة أي استجابة أمنية.
وأضافت مها حرقوص: «إن الإحصائيات بشأن تأثير الأوضاع الأمنية على المدنيين صادمة، فبين عامي 2021 و2023، زادت حالات العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع إلى أكثر من الضعف مقارنةً بالفترة المشمولة بالتقرير السابق، كما تضاعف عدد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال بمقدار 3 مرات تقريباً في نفس الفترة».  وفي السياق، شددت على اتباع نهجٍ عاجلٍ وشامل، يركز على منع تصاعد العنف، ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاع.
وأكدت على الدور المهم الذي تضطلع به بعثة «مينوسكا»، في حماية المدنيين والعمل عن كثب مع حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى للتصدي للتهديدات الأمنية، معربة عن تقديرها للتضحيات التي تقدمها قوات البعثة الأممية لدعم السلام في بيئة صعبة. 
وقالت مها حرقوص: «من المهم إعطاء الأولوية للحوار الشامل عبر تنفيذ الاتفاق السياسي للسلام والمصالحة وخارطة الطريق المشتركة للسلام، وإيجاد حلول سلمية للتوترات المجتمعية، مع إيلاء اهتمام خاص للتداعيات الخطيرة الناجمة عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف، خاصة وأن البلاد تستعد لإجراء الانتخابات في العام المقبل». وشددت على أهمية استمرار الدعم الإقليمي لجهود السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، بما في ذلك الدعم المقدم من الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا والمؤتمر الدولي المعني بمنطقة البحيرات الكبرى. 
كما أكدت أهمية تواصل حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى مع دول الجوار لمعالجة الشواغل الأمنية المرتبطة بأمن الحدود بشكلٍ مشترك، معتبرة أنها خطوة مهمة للحفاظ على أمن هذه الدول جميعها.
وأردفت مها حرقوص: «يجب إيلاء اهتمام خاص للأوضاع الإنسانية المتردية في البلاد، إذ يحتاج أكثر من نصف السكان إلى الحصول على المساعدات الإغاثية، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد ارتفاعاً حاداً في أسعار الوقود والسلع الأساسية، مما يفاقم الظروف الاقتصادية الصعبة»، لافتة إلى نزوح ما يقرب من نصف مليون شخص داخلياً، إلى جانب استضافة البلاد للاجئين من الدول المجاورة.
وفي هذا السياق، أكدت أهمية وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، مشيدة ببعثة «مينوسكا» على جهودها الدؤوبة لتسهيل وصول هذه المعونة، وتأمين المواقع التي يوجد فيها النازحون واللاجئون، والمساعدة في بناء البنية التحتية الإنسانية. 
كما دعت مها حرقوص كل الأطراف المعنية إلى تسهيل عمل المنظمات الإنسانية لدورها المهم المنقذ للحياة، مشددة على أهمية حماية العاملين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة، بموجب القانون الدولي الإنساني، والعمل على تحسين الأوضاع الإنسانية عبر اتباع نهج شامل يعالج التحديات الاجتماعية والاقتصادية ويعزز قدرة المجتمعات على الصمود.