شعبان بلال (القاهرة)
رغم المحاولات المتواصلة لدعم جهود عمليات تحقيق السلام في اليمن إلا أنها لم تثمر عن نتائج واضحة لخريطة طريق تدعم الاستقرار والأمن، بسبب ممارسات الحوثي المستمرة لعرقلة تلك المحاولات التي تقودها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، من خلال الانتهاكات المستمرة.
ويرى المحلل السياسي اليمني جمال المعمري أن جماعة الحوثي تعمل باستمرار على زعزعة الأمن والاستقرار، سواء في المياه الإقليمية والدولية أو الأراضي اليمنية أو دول الجوار.
وشدد المعمري في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن الدعوة للسلام، وتوقيع الاتفاقيات تظل حبراً على ورق حتى يتحقق ذلك على أرض الواقع، ما دامت الانتهاكات الحوثية متواصلة في الساحل الغربي ومأرب وتعز، وغيرها من المناطق، وطيرانها المسيَّر ومدافعها تقصف المدنيين بجانب الاختطافات.
من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني محمد الجماعي في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الحوثي يجهض كل محاولات السلام بمجرد الشروع فيها وتفضل دائماً سلوك طريق الحرب، وفرض شروط معرقلة للسلام، وتحول التسهيلات التي يقررها المجتمع الدولي مثل فتح مطار صنعاء وتسهيلات ميناء الحديدة إلى ورقة اقتصادية، لافتاً إلى أن التفاهمات التي حصلت حول الهدنة الإنسانية وعدم استمرارها أكبر دليل على ذلك.
واتفق المحلل السياسي اليمني موسى المقطري مع هذه الرؤية، وأضاف أن جماعة الحوثي أجهضت كل فرص السلام المتاحة، منتهجة خيار القوة المسلحة لفرض سياسة الأمر الواقع، مضيفاً أن كل جولة مفاوضات ما أن تكاد تنجح حتى نعود لنقطة الصفر بسبب التعنت وفرض شروط جديدة يعلم الحوثي حق اليقين أنها لن تتحقق، والنتيجة الطبيعية استمرار الحرب وما تتركه من عناء بحق اليمنيين يشمل كل جوانب حياتهم.
وقال المقطري في تصريح لـ «الاتحاد»، إن تجارب السنوات الماضية في المفاوضات مع الحوثي باءت بالفشل، معتبراً أن كل جولة سلام يستغلها الحوثي لكسب المزيد من الوقت لزيادة الضريبة التي يتحملها اليمن أرضاً وإنساناً جراء ممارساتهم، مشيراً إلى ضرورة عدم إضاعة الوقت والجهد في جولات ماراثونية للمفاوضات لا تسمن ولا تغني من جوع، خاصة بعد كل التجارب التي أفشلتها الجماعة.
وأكد المقطري، أن السبيل الأنسب لاستعادة الشرعية هو توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية وبناء قدراتها.