دينا محمود (الخرطوم، لندن)
مع مرور 6 أشهر تقريباً، على اندلاع الأزمة في السودان، كثفت منظمات معنية بحماية الطفولة في العالم، تحذيراتها من أن استمرار القتال، يشكل خطراً جسيماً على مستقبل جيل كامل من أبناء هذا البلد.
وشددت المنظمات، على أن السودان بات على شفا التحول إلى ساحة لـ«أسوأ أزمة تعليمية في العالم»، وذلك بعدما أصبح 19 مليوناً من أطفاله تقريباً، محرومين من استكمال دراستهم، جراء القتال الذي أجبر ما لا يقل عن 10400 مدرسة، على إغلاق أبوابها.
وأشار بيان مشترك لمنظمتيْ «اليونيسف» التابعة للأمم المتحدة و«أنقذوا الأطفال» غير الحكومية الدولية، إلى أن قرابة 6.5 مليون طفل سوداني، أو ما يعادل ثلث أطفال البلاد تقريباً، صاروا عاجزين عن مواصلة الدراسة، بسبب تفاقم أعمال العنف وانعدام الأمن في المناطق التي يعيشون فيها، وذلك في حين ينتظر ملايين آخرون، يقيمون في أماكن أقل تأثراً بالأزمة، أن تقرر السلطات المحلية بشكل نهائي إعادة فتح المدارس أمامهم.
وحذر البيان، من أن تواصل المعارك، سيقود إلى توقف العملية التعليمية بالكامل في السودان، ما سيترك الصغار هناك، فريسة لمخاطر قصيرة وطويلة الأمد، تمتد ما بين النزوح القسري والانخراط بالقوة في العمليات العسكرية، وصولاً إلى التعرض لأعمال العنف، بما في ذلك تلك ذات الطابع الجنسي.
ونقل البيان الذي نُشِرَ على الموقع الإلكتروني لـ «أنقذوا الأطفال» عن مسؤولي المنظمة في السودان قولهم، إن هناك نحو مليونيْن ونصف المليون طفل، من بين قرابة 4.4 مليون شخص، اضطروا إلى النزوح بسبب القتال.
ويُضاف إلى هذا العدد، ما يصل إلى 5 ملايين طفل في سن الدراسة، باتوا عالقين في مناطق المواجهات. وتشير تقديرات مستقلة، إلى أن ما يقرب من 7 ملايين طفل سوداني، كانوا محرومين من التعليم بالفعل، حتى قبل اندلاع الأزمة الحالية في منتصف أبريل الماضي، وذلك جراء الاضطرابات والأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تعصف ببلادهم منذ عقود.
ولكن معارك القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، أدت إلى تفاقم هذه الأزمة، فبجانب تعطل الدراسة بسبب القتال، لم يعد بوسع الحكومة تسديد رواتب المعلمين بانتظام، كما باتت السلطات عاجزة عن توفير المستلزمات التعليمية بشكل كامل، بالإضافة إلى تحول الكثير من المدارس والجامعات، إلى مراكز إيواء مؤقتة للفارين بسبب القتال.