كابول (الاتحاد)
تعرضت أفغانستان، أمس، لمزيد من الزلازل القوية، بعد سلسلة زلازل قوية ضربتها السبت الماضي. وقال مركز المسح الجيولوجي الأميركي إن قوة الزلزال الأخير الذي ضرب شمال غرب أفغانستان بلغت قوته 5.1 درجة على مقياس ريختر.
ووقع زلزالان آخران على الأقل قرب مدينة هرات غرب أفغانستان صباح أمس، بالقرب من مركز زلزال يوم السبت.
وقال متحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحفي في كابول: إن 20 قرية سويت بالأرض بسبب الزلزالين اللذين ضربا البلاد، مضيفاً أنه لايزال هناك أناس عالقين تحت الأنقاض في قريتين تتواصل فيهما عمليات الإنقاذ.
وقتل أكثر من ألفي شخص جراء الزلزال العنيف الذي ضرب غرب أفغانستان، وفق آخر حصيلة أعلنتها حكومة طالبان أمس الأول، فيما يتواصل انتشال الجثث من تحت أنقاض قرى مدمّرة.
وانهار أكثر من 1300 منزل السبت حين ضرب زلزال بقوة 6.3 درجات أعقبته ثماني هزات ارتدادية قوية، مناطق يصعب الوصول إليها على بعد 30 كيلومتراً شمال غرب العاصمة الإقليمية هرات، وفقاً لمسؤولين.
ووقعت هزة ارتدادية جديدة بقوة 4.2 درجات في المنطقة نفسها حوالى الساعة السابعة صباح الأحد (2,30 ت غ)، وفقاً للمعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.
وقال المتحدث باسم وزارة إدارة الكوارث الملا جنان صائق إن عدد القتلى جراء «الزلزال غير المسبوق» بلغ 2053 شخصاً في 13 قرية، محذراً على غرار منظمة الصحة العالمية في اليوم السابق من ارتفاع العدد.
وأضاف للصحافيين في كابول: «نبذل أقصى ما يمكننا لمعالجة الجرحى»، موضحاً أنّ «عمليات البحث في المنطقة المتضرّرة مستمرّة».
وفي منطقة زيندا جان الريفية، واصلت فرق الإنقاذ حفر خنادق بين أكوام الركام، غير أن الأمل يتراجع في العثور على ناجين.
وبدأت مساعدات من ماء وطعام وخيم ونعوش للقتلى تصل إلى موقع الزلزال، فيما يواصل رجال البحث بين الأنقاض مستخدمين معاول ومجارف.
وقال خالد المتطوع البالغ 32 عاماً، مفضلاً عدم الإفصاح عن اسمه الكامل، إن «الكل يبحث عن جثث الضحايا، ولا ندري ما إذا كان هناك المزيد تحت الأنقاض».
وفي قرية كشكاك، قال أمير حسين (33 عاماً) المشارك في عمليات البحث «انتشلنا جثثاً من تحت الأنقاض، ثلاث منها لأطفال صغار عادوا من المدرسة للتو، وقتل أحدهم في الشارع، والآخران في الداخل».
وفي قرية ساربولاند المجاورة الواقعة قرب مركز الزلزال، شاهد مراسل فرانس برس عشرات المنازل المدمّرة فيما ينهمك رجال في إزالة الأنقاض.
وبينما كان الرجال يعملون على جرف الحجارة بعد انهيار المباني، كانت النساء ينتظرن مع الأطفال في العراء.
ومعظم المنازل الريفية في أفغانستان مشيّدة بالطوب حول أعمدة دعم خشبية، وعادة ما تعيش أُسر من أجيال متعددة تحت سقف واحد، ما يعني أنّ الكوارث، مثل الزلزال الذي وقع السبت، يمكن أن تدمّر المجتمعات المحلية.
وفي هرات، غادر العديد من السكان منازلهم منذ الهزة الأولى، كما خلت المستشفيات والمدارس والمكاتب من الناس.
أزمة إنسانية
تعاني أفغانستان في الأساس أزمة إنسانية حادة، مع وقف المساعدات الأجنبية منذ عام 2021.
كما عانت ولاية هرات التي تعد 1.9 مليون شخص، جفافاً مستمراً منذ سنوات شلّ الحياة في العديد من المجتمعات الزراعية.
وتتعرّض أفغانستان بشكل متكرّر للزلازل، خصوصاً في سلسلة جبال هندو كوش القريبة من تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية.