أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

تستغل جماعة الحوثي العملية التعليمية في اليمن، وتوظفها لبث أفكارها ومعتقداتها، حيث عمدت إلى فرض ما يسمى بـ «مشرف ثقافي» على كل مدرسة في صنعاء، وذلك بالتزامن مع حلول العام الدراسي الجديد.
وتقدّر الأمم المتحدة أنّ أكثر من 3 آلاف مدرسة تعرّضت للتدمير أو استخدمت لأغراض غير تعليمية، منذ اندلاع الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية، محذرة من تعرض الأطفال إلى خطر الإساءة والإهمال والاستغلال والعنف.
واعتبر الكاتب الصحفي اليمني همدان ناصر العليي، أن جماعة الحوثي تسيطر على المؤسسات التعليمية وتستغلها لتحقيق أهدافها ونشر معتقداتها من خلال تجنيد الطلاب وتحويلهم إلى مُقاتلين في مدارسهم عبر تعبئتهم بأفكار قائمة على العنف وحمل السلاح.
وأوضح العليي في تصريح لـ«الاتحاد»، أن ما تقوم به جماعة الحوثي ينذر بكارثة في اليمن إن لم يتم تداركها في أقرب وقت، لافتاً إلى أن اليمنيين لن يقبلوا استغلال الحالة المعيشية والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتحويل المؤسسات التعليمية لمنصات ومنابر لنشر الأفكار المتشددة.
من جانبه، اعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة حقوق الإنسان في اليمن وليد الأبارة، إن ما تقوم به جماعة الحوثي من استغلال للعملية التعليمية، وتعيين مشرف تابع لها على المدارس؛ يعد تجنيداً ممنهجاً من الجماعة للعملية التعليمية، فلم تعد المدارس والجامعات للعلم والمعرفة، بل أصبحت لنشر الجهل والطائفية التي يروج لها الحوثي.
وقال الأبارة في تصريح لـ«الاتحاد»: «نحن أمام واحدة من أخطر الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق الأجيال الناشئة والتي سيكون لها تبعات كبيرة وخطيرة في المستقبل».
وتشير التقارير الأممية إلى أن مؤشر التعليم أخذ اتجاهه التنازلي منذ عام 2014 كنتيجة حتمية للانقلاب، حتى بلغت نسبة الأمية في الأرياف نحو 70%، مقابل 40% في المدن، وأدى إلى بلوغ عدد الطلاب المتسربين من المدارس نحو مليوني طالب معظمهم من النازحين، إضافة إلى 4 ملايين متضررين من الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي.
بدوره، قال مدير عام حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري، إن جماعة الحوثي حولت مؤسسات التعليم من دور تنوير وتربية للنشء على العلم والوطنية والتعايش، إلى معامل لـ«تفريخ المتطرفين» ونشر الكراهية، ومنذ سيطرتها على مؤسسات الدولة، تجري تعديلات على المناهج بما يتوافق مع معتقداتها وأفكارها، وطمس وتجريف الهوية اليمنية.
وأوضح الزبيري في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الجماعة تواصل الانتهاكات ضد المعلمين الذين تعرضوا للاختطافات والتعذيب والقتل والإخفاء القسري، وتستغل المدارس والمؤسسات التعليمية كمنصات لتحشيد الأطفال إلى جبهات القتال.
ولفت إلى أن الجماعة تفرض جبايات وإتاوات على طلاب المدارس ضمن عمليات النهب التي تقوم بها، وهو ما يتنافى مع الدستور اليمني والقوانين التي تنص على مجانية التعليم، وهي عملية ممنهجة لتدمير التعليم ونشر الجهل والأمية والفقر والمرض.
وشدد الزبيري على أن الانتهاكات التي تستهدف المؤسسات التعليمية وآثارها كارثية، وتهدد اليمن في الحاضر والمستقبل، محذراً من جيل قد ينشأ مُفخخ بأفكار العنف والقتل والتحريض على المجتمع.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي تضاعف انتهاكاتها بعد الرفض والسخط المجتمعي الذي لم يتقبل الظلامية، مطالباً الحكومة اليمنية والمجتمع والآباء والأمهات والتربويين والإعلاميين، مضاعفة جهود التوعية، ووضع برامج وقائية لحماية الطلاب وأطفال اليمن من الفكر الهدام الذي تنشره الجماعة.