هدى جاسم (بغداد)
شدد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد على ضرورة فتح تحقيق في حريق حفل زفاف أودى بحياة العشرات وتسبب بإصابة المئات، فيما أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الحداد العام في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أيام، بينما أعلن محافظ نينوى، حيث وقع الحادث، الحداد لمدة أسبوع.
وتضاربت تقديرات أعداد الضحايا، إذ قال المتحدث باسم وزارة الصحة، إن الحصيلة الأولية من دائرة صحة نينوى 100 حالة وفاة ونحو 150 إصابة، فيما ذكر رئيس خلية الإعلام الأمني العراقية اللواء سعد معن أن عدد الضحايا بلغ 93 حالة وفاة و100 مصاب.
وذلك بعد ساعات من إفادة حكومية بتسجيل 114 حالة وفاة، فيما قال الهلال الأحمر العراقي إن حصيلة الضحايا والمصابين تخطت 450.
من جانبه، أفاد مسؤول في دائرة الطب العدلي بمحافظة نينوى باستلام 87 جثة، مشيراً إلى أن بعضها متفحمة ويتم التعرف عليها من خلال فحصها بواسطة فريق وزاري تابع لوزارة الصحة، وحذر من وجود «تضخيم في أعداد الضحايا». وقال الرئيس العراقي، إن «ما حصل لأبنائنا في قضاء الحمدانية فاجعة مؤلمة، وحادث اعتصر قلوبنا وقلوب كل العراقيين»، مؤكداً ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث، واتخاذ كافة إجراءات السلامة لمنع تكراره.
وذكر بيان مقتضب، نشرته وكالة الأنباء العراقية، أن محافظ نينوى نجم الجبوري أعلن الحداد لمدة أسبوع إثر حريق قاعة الأعراس في الحمدانية.
وقال مصدر أمني، إن «الحريق الذي اندلع داخل قاعة للمناسبات أثناء حفل زفاف بمنطقة قرقوش في قضاء الحمدانية شرقي مدينة الموصل، نتج عن استخدام الألعاب النارية داخل القاعة المشيدة بمواد مخالفة لشروط السلامة والأمان، أدت إلى انتشار الحريق بسرعة كبيرة».
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزارة الداخلية القول إن التقرير الأولي يشير إلى أن الحادث ليس جنائياً، وإنما فقدان لإجراءات السلامة والأمان.
وأعلنت دائرة صحة محافظة نينوى تسجيل 100 حالة وفاة على الأقل وأكثر من 150 إصابة كحصيلة أولية جراء الحريق.
وقالت وزارة الداخلية العراقية، إن قوات الدفاع المدني دفعت بأقصى الإمكانات لإخلاء الضحايا وإخماد النيران.
وأضافت، أن فرق الدفاع المدني استنفرت أقصى إمكاناتها من فرق الإطفاء والإنقاذ التخصصية وتسارع لإخراج وإنقاذ العائلات من داخل قاعة المناسبات.
بدوره، أكد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إخلاء جميع المصابين في الحادث، مشيراً إلى أنه توجه إلى محافظة نينوى للوقوف على تداعيات الحادث.
وأشارت وزارة الداخلية العراقية إلى أن «سبب العدد الكبير من الضحايا يعود إلى أن القاعة كانت مغلفة بألواح الإيكوبوند سريعة الاشتعال والمخالفة لتعليمات السلامة، والمحالة إلى القضاء حسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013 لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى».
ولفتت إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف مما أدى إلى اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر، قبل انتشار الحريق بسرعة كبيرة.
وأشارت إلى أن «ما فاقم الأمر الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الإيكوبوند البلاستيكية سريعة الاشتعال، وهو ما تسبب بوقوع ضحايا وإصابات بين العائلات». وأكدت الوزارة أنه تم فتح تحقيق واستدعاء خبير الأدلة الجنائية للتأكد من أسباب اندلاع الحريق وفق الإجراءات القانونية المتبعة. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن قوات الدفاع المدني قولها إن الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال. ووجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وزيري الداخلية والصحة باستنفار كل الجهود لإغاثة المتضررين. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان، أن «السوداني أجرى اتصالاً هاتفياً بمحافظ نينوى، للوقوف على تداعيات الحريق، ووجه وزيري الداخلية والصحة باستنفار كل الجهود لإغاثة المتضررين جراء الحادث المؤسف».
صدمة وألم
عبرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، عن «الشعور بالصدمة والألم» بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح والإصابات الناجمة عن الحادث الذي وصفته بأنه «مأساة هائلة».
كما تقدمت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق بالتعازي، وقالت: «تعازينا الحارة لأهالي الحمدانية في أعقاب حادث الحريق المأساوي».